الروضات (شرح زيارت رجبيه) - صفحه 539

العامّة و الخاصّة ، التي هي مظهر الذات الإلهي و الحقّ الأعظمي مع جميع الصفات ، و هي الاسم الأعظم ، كما اُشير إليه في فقرة : اُوتيتُ جَوامع الكَلِم ۱ و بُعثت لاُتمّم مكارم الأخلاق ؛ ۲ إذ الكلمات حقائق الوجودات ، كما سمّي عيسى عليه السلام «كلمة من اللّه » ، و مكارم الأخلاق كمالاتها و خواصّها التي هي مصادر أفعالها ، و جميعها محصورة في الكون الجامع الإنساني ، و آدمُ أوّلُ الموجودات و أعظمها ، خلقه اللّه على صورته ، ۳ و عمل على شاكلته .
الثاني : إنّ الحروف الملفوظة لهذه الكلمة ثمانية عشر و المكتوبة تسعة عشر إشارة إلى العوالم المعبّر عنها بثمانية عشر ألف عالم ، و اُمّهاتها : الجبروت ، و الملكوت ، و العرش ، و الكرسي ، و السماوات السبع ، و العناصر الأربعة ، و المواليد الثلاثة .
و ينفصل كلّ واحد منها إلى جزئيّاته و مقاماته . و التسعة عشر إشارة إليها مع عالَم من اُودعت تلك الاُمّهات فيه ، و هو العالم الإنساني .
الثالث : إذا انفصلت الكمالات انفصلت الحروف إلى اثنين و عشرين ، و ألِفاتها الثلاثة المحتجبة التي هي تتمّة الاثنين و العشرين عند الانفصال إشارة إلى العالم الإلهيّ الخفي باعتبار الذات و الصفات و الأفعال ، و الثلاثة المكتوبة إشارة إلى ظهور تلك العوالم الثلاثة الألفيّة على المظهر الأعظميّ الإنساني .
الرابع : إنّ الشيطان سرق ألف «الرحمن» ؛ لاحتجاب العالم الإلهي ، و إنّ باء «بسم اللّه » طُوّلت تعويضا عن ألفها إشارة إلى احتجاب الهويّة الإلهيّة في صورة الرحمة الانتشاريّة و ظهورها في الصورة الإنسانيّة ، لظهورها قد صار إلى حيث لا يعرفه إلاّ أهله ، و لذا تكرّرت الألف في الوضع .
الخامس : إنّ الذات كانت أو صارت محجوبة بالصفات ، و الصفات بالأفعال ، و

1.إرشاد القلوب ، ج ۱ ، ص ۱۲ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۴ ، ص ۲۰ ، ح ۱۹۴. كلاهما مرسلاً عن النبي صلى الله عليه و آله . و في الأخير مع زيادة في آخره.

2.مكارم الأخلاق ، ص ۸ ، مرسلاً عن النبي صلى الله عليه و آله .

3.راجع : الكافي ، ج ۱ ، ص ۱۳۴ ، ح ۴. و فيه بيان عن الإمام الباقر عليه السلام في توضيح العبارة هكذا : هي صورة محدثة مخلوقة ، و اصطفاها اللّه ، و اختارها على سائر الصور المختلفة ، فأضافها إلى نفسه ، كما أضاف الكعبة إلى نفسه ، و الروح إلى نفسه ، فقال : «بيتي» ، و «نَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِى» . و راجع أيضا : التوحيد ، ص ۱۰۳ ، ح ۱۸.

صفحه از 580