الروضات (شرح زيارت رجبيه) - صفحه 541

و حقيقة الحمد إظهار الكمالات الإلهيّة و الصفات الجماليّة و الجلاليّة على الذات المحمّديّة صلى الله عليه و آله باعتبار العروج و الصعود ، كما كانت مظهرها باعتبار البدو و النزول ، فالحمد للّه كلّما حمد اللّه شيء ، و كما يحبّ أن يحمد . ۱
في الكافي عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال : كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله يحمد اللّه في كلّ يوم ثلاثمئة مرّة و ستّين مرّة عدد عروق الجسد ، يقول : الحمد للّه كثيرا على كلّ حال . ۲
و عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال : كلّ دعاء لا يكون فيه تحميد فهو أبتر ، إنّما التحميد ثمّ الثناء . قلت : ما أدري ما يجزي من التحميد و التمجيد؟! قال : يقول : اللّهمّ أنت الأوّل فليس قبلك شيء ، و أنت الآخر فليس بعدك شيء ، و أنت الظاهر فليس فوقك شيء ، و أنت الباطن فليس دونك شيء ، و أنت العزيز الحكيم. ۳
الثانية : «أله» بالفتح ، إلهة : عبد عبادة . و تألّه : تعبّد .
و في الحديث : يا هشام ، اللّه مشتقّ من إله ، و الإله يقتضي مألوها [ ...] كان إلها إذ لا مألوه ؛ ۴ أي لم تحصل العبادة بعد ، و لم يخرج وصف المعبوديّة من القوّة إلى الفعل ، فالاشتقاق في الخبر دليل وصفيّة و بطلان علميّة ، و يطابقه القواعد العرفيّة و القوانين الاشتقاقيّة ، فإن جعل من «أله» إذا تحيّر ، فوجهه أنّ العقول تتحيّر في معرفته .
أو من «ألهتُ إلى فلان» أي سكنت إليه ؛ فالوجه أنّ القلوب تطمئنّ بذكره ، و الأرواح تسكن إلى معرفته .
أو من «أله» إذا فرغ من أمر نزل عليه ، و ألهه غيره : أجاره ؛ فهو لأنّ العابد يفزغ إليه ، و هو يجيره حقيقة أو بزعمه .
أو من «أله الفصيل» إذا ولع باُمّه ؛ فذلك لأنّ العباد مولعون بالتضرّع إليه من الشدائد .
أو من «وله» إذا تحيّر و تخبّط عقله ؛ فهذا لأنّه جنون إلهيّ و خضوع فنائي ، كما في «عَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ» . ۵

1.مصباح المتهجد ، ص ۵۲.

2.الكافي ، ج ۲ ، ص ۵۰۳ ، باب التحميد و التمجيد ، ح ۳.

3.الكافي ، ج ۲ ، ص ۵۰۳ ، باب التحميد و التمجيد ، ح ۶ . و فيه : «قبله» بدل «فيه».

4.الكافي ، ج ۱ ، ص ۸۷ ، باب المعبود ، ح ۲ عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السلام في ضمن وصيّته لهشام.

5.سورة طه ، الآية ۱۱۱.

صفحه از 580