الروضات (شرح زيارت رجبيه) - صفحه 543

الشهر ، بمعنى معاينة ثواب زيارتهم في رجب حرصا و تحريصا لنا عليها .
الثالث : أنّ ألفاظ الفقرات التي في هذه الزيارة الوجيزة كلّها بلفظ الجمع راجعة إلى الأولياء عليهم السلام ، غيبةً أو خطابا ؛ تنبيها على زيارة الجميع في زيارة الواحد . و هذا إمّا بإحضار صور الجميع في صورة الواحد ذهنا ، أو لحضورهم عينا ، أو بإرادتهم من قصد لا بشرط ، أو غير ذلك من الوجوه التي لا يتحمّلها هذه العجالة .
الرابع : أنّ الإشهاد مشهد وليّ إشهاد مشهد الأولياء ۱ كما في النجف الأشرف ، أو الملائكة المتوكّلين كما في المدينة الطيّبة - على مشرّفها آلاف التحيّة و الثناء - أو الخدّام و المجاورين ، أو غير ذلك .
الخامس : أنّ الحال و المستقبل ۲ كالماضي في تحقّق وقوعه ؛ نظرا إلى صدق الوعد ، كما في نحو : «فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ» . ۳
السادس : أنّ أرواحهم و نورهم و طينتهم واحدة ، و الجميع من نور واحد ، فلا يفترق الجمع عن المفرد و العكس .
السابع : عايننا نفس مشاهدهم في عالم الذرّ ؛ إفاضة للفيوضات على قابليّاتنا ، بخلاف مُبغضيهم و مُعاديهم حيث لم يحصل لهم تلك المعاينة ، بل تعريفهم جلالة أمر هؤلاء الأولياء و عظم خطرهم و كبر شأنهم تعريفا بالوجه أو الرسم .
الثامن : مِن أشهَدَ به على كذا فشهد عليه ، بمعنى صار شاهدا عليه ، إشارة إلى ما أشهدنا به على أنفسنا في قوله : «أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلى» ، ۴ مثل شهادة أوليائه في رجب ، و إنّما خُصّ به لأنّه شهر اللّه الأصمّ ، ۵ و متعلّق بقدوة الشهداء أمير المؤمنين عليه السلام .
التاسع : حمل الكلام على طلب التوفيق لإشهاد مشاهد أوليائه تعالى في رجب .

1.ألف : + «لا محالة سواء كانوا منشأ التعدّد كما في البقيع و الكاظميّين و العسكريّين ، أو كان المنشأ بعض الأنبياء».

2.ألف : + «في مثله».

3.سورة المؤمنون ، الآية ۱۰۱.

4.سورة الأعراف ، الآية ۱۷۲.

5.ألف : «العاصم». و الأصمّ : تسمية لشهر الرجب ، كما لسائر الشهور المحرّمة عند الجاهليّة ؛ لأنّه كان لا يسمع فيه صوت مستغيث ، و لا حركة قتال ، و لا قعقعة سلاح. راجع : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۳۴۴ ؛ مجمع البحرين ، ج ۶ ، ص ۱۰۲.

صفحه از 580