الروضات (شرح زيارت رجبيه) - صفحه 544

العاشر : أنّ الرجب من الترجيب و هو التعظيم ؛ يقال : رَجِبْته - بالكسر - أي رهبته و عظّمته . و منه سمّي رجب ؛ لأنّهم كانوا يُعظّمونه في الجاهليّة ، و له صورتان : إحداهما أنّ كلمة «في» للسببيّة و التعليل ، كما في نحو «في هرّة حبستها» ؛ أي إشهاد تلك المشهاهد إنّما كان لسبب رعبهم و عظمتهم . و الاُخرى أنّها للظرفيّة ، و له أيضا صورتان : الاُولى أنّ الظرف مستقرّ حالاً عن الأولياء ، فعلى جعل المشهد مصدرا ميميّا لا اسم مكان يصير المعنى كائنين أو كائنة شهادتهم في هيبة و عظمة و تعظيم . و الثانية أنّ الظرف متعلّق ب «أشهد» ، و له احتمالان : ثانيهما حمله على الاستقرار بمعنى حال كوننا واقعين في عظمة و تعظيم ، إلى غير ذلك من المحامل .
* و أوجَبَ عَلينا مِن حقِّهِم ما قَد وَجَب.
إشكالان :
الأوّل : أنّ إيجاب الواجب تحصيل الحاصل ، و هو محال بالضرورة؟!
و الثاني : أنّ الإيجاب لكونه في مقام التكليف مقدّم على الإشهاد الذي في مقام العمل ، فالأولى تقديمه عليه ؛ ليوافق الوضعُ الطبعَ ، و لم يقدّم؟!
و الجواب عن الأوّل : أنّ كلمة «من» بيانيّة ، قدّمت على الموصول رعايةً للسجع ، و دفعا لتوهّم التبعيض لو اُخّرت عنه .
و حاصل المراد و تقدير الكلام : الحمد للّه الذي أوجب علينا الذي قد وجب تكوينا أو واقعا أو إيجابا بأمر اللّه تعالى لهم عليهم السلام على نفسه تعالى .
أو كلمة «من» نشويّة ، و التقدير : الحمد للّه الذي أوجب علينا إيجابا ناشئا من حقّهم عليهم السلام ما قد وجب في البين أو في لوح المحفوظ أو في لوح القابليّة بلا تعدّ عنه و لا تفريط .
و عن الثاني : أنّ الواو لمطلق الجمع ؛ لتبادره منه ، دون الترتيب ؛ لعدم تبادره . و رعايةُ مطابقة الوضع الطبعَ أمر غير لازم ، و إنّما يستحسن في مورده .
و هنايحتمل تقدّم الإشهاد على الإيجاب تقدّما بالرتبة ؛ لتقدّم مقام الشهادة و الفوز في الصعود على مقام الإيجاب و كشف ما وجب على اللّه في النزول ، أو تقدّما بالطبع و هو تقدّم العلّة الناقصة على المعلول ، كتقدّم الواحد على الاثنين بناءً على تخصيص

صفحه از 580