الروضات (شرح زيارت رجبيه) - صفحه 547

ولايتهم من ولاية اللّه » ؛ لأنّ اللّه سبحانه هو الولي ؛ «اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا» ، ۱ و «هُنَالِكَ الْوَلايَةُ لِلّهِ الْحَقُّ» . ۲
* و صَلَّى اللّهُ عَلى مُحمّدٍ المُنتَجَب.
في الصحاح : «الصلاة : الدعاء» . ۳ و الصلاة من اللّه : الرحمة . و في المعاني عن الصادق عليه السلام : الصلاة من اللّه رحمة ، و من الملائكة تزكية ، و من الناس دعاء. ۴
هنا إشكال ، و هو أنّه : هل يعود فائدة الصلاة إلى المصلّى عليه كما هو ظاهر اللفظ و غرضه ، أو إلى المصلّي كما اختاره الشهيد الثاني في شرح اللمعة ؛ ۵ لأنّ اللّه تعالى أعطى بنبيّه من الزلفى لديه ما لا يؤثِّر فيه صلاة مصلّ ، وجهان ، و مثله عود فائدة اللعن إلى أعدائهم أو اللاعن ؛ لانحطاط رتبة أوّل ظالم و آخر تابع على الظلم إلى حدّ لا يؤثِّر فيه لعن لاعن ؛ إذ الشقاوة على حدّ السعادة ، و حدّهما في طرفي العدل الأوسط . ۶
و التحقيق : أنّ صلاتنا عليهم و ما خصّنا به من ولايتهم إنّما يكون طيبا لخلقنا و طهارة لأنفسنا و تزكية لنا و كفّارة لذنوبنا في نشأتي الملك و الملكوت ، و يعود إليهم عليهم السلام كما يشير إليه فقرة : و ارفع درجته ، ۷ و نحوها ؛ لأنّ المادّة الزمانيّة المتغيّرة و الهيولى الدهريّة المتجدّدة قابلة لطرق الاستكمالات إلى غير النهاية ، و هاتان النشئتان نشئتا الحركة التي هي الخروج من القوّة إلى الفعل و النقص إلى الكمال ، و لازم الحركة التصفية ، و تصير ما في الصعود كما في النزول . تعم مرتبتها هم عليهم السلام ، [و] الاُخريان في عالمي الجبروت و المشيّة ، لا يصحّ أن يعود إليهما شيء ، بل الأمر بالعكس لقوّة جهات فاعليّتهما و ضعف جهات القابليّة .
و قد بسطنا الحال هنا في شرحنا اللوامع على شرح اللمعة الدمشقيّة .

1.كذا.

2.سورة البقرة ، الآية ۲۵۷.

3.سورة الكهف ، الآية ۴۴.

4.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۴۰۲ (صلا).

5.معاني الأخبار ، ص ۳۶۷.

6.شرح اللمعة ، ج ۱ ، ص ۲۳۴.

7.اُنظر : التهذيب ، ج ۲ ، ص ۹۲ ، ح ۱۱۲.

صفحه از 580