الروضات (شرح زيارت رجبيه) - صفحه 551

الفعل الخالي عن الغرض .
الثالث : أنّه تنبيه بالأدنى على الأعلى ؛ لدخولهما فيه دخول الدينار في القنطار في الآية ۱ و لكن في مرتبة القضاء اللازم ؛ و أمّا التقدير فبتفاوت حسب تفاوت إلحاح الداعين و عدمه .
ثمّ «المَفعِل» في الموضعين إمّا اسم مكان ، أو اسم زمان ، أو مصدر ميمي .
و في الصحاح : «و الميعاد : المواعدة ، و الوقت ، و الموضع ، و كذا الموعد» ، ۲ و الوارد و الطريق ، و كذلك المورَد أو المورِد - بالكسر - : مأخوذ من الوِرد - بالكسر - بمعنى الماء الذي يورد ، و الذي يرد عليه ، كما في تفسير «وِرْدا» بعطشانا في الآية . ۳
و المراد : الحوض الكوثر أو الأعمّ أو أعمّ الأعمّ ؛ فإن كانا اسمي مكان فمحلّ ورودهم في الآخرة الجنّة ، و كذا مكان وعدهم ، إلاّ أنّ طلب الإنجاز إمّا طلب أسباب الإنجاز ، و إمّا إرادة التنجيز بمعنى ترتّب دخول الجنّة على نفس الشهود مشهد الأولياء ، من غير أن يعلّق على شيء آخر من فعل واجب أو ترك حرام .
و أمّا طلب مشاهدة مقامه في هنا لأنّ الزائر الحقيقي يشاهد مقامه ببركة الزيارة و قوّة الإخلاص فيها .
و إن كانا اسمي زمان ، فيمكن إرادة ظهور القائم عليه السلام ؛ إذ قائمهم عليه السلام لما كان أفضلهم فكأنّه كلّهم ، أو طلب رجعتهم مثل ما يراد من فقرات : مؤمن بإيابكم ، مصدّق برجعتكم ، منتظر لأمركم ، مرتقب لدولتكم [...] و يحشر في زمرتكم ، و يكُرّ في رجعتكم ، ويُمَلّك في دولتكم ، و يُشَرَّف في عافيتكم ، و يُمَكّن في أيّامكم ، و تقرّ عينه غدا برؤيتكم . ۴
و على المصدريّة فإمّا يراد كما ۵ في : وعداتك لعبادك مُنجَزة ۶ في الجامعة الصغيرة ، و في : أسأل اللّه الذي أراني مكانك ، و هداني للتسليم عليك و زيارتي إيّاك ، أن يوردني حوضكم ، و

1.سورة النساء ، الآية ۲۰.

2.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۵۵۱ (وعد).

3.سورة مريم ، الآية ۸۶ .

4.كتاب من لايحضره الفقيه ، ج ۲ ، ص ۶۱۳ ، باب زيارة جامعة لجميع الأئمّة عليهم السلام ... ، ح ۳۲۱۳ عن الإمام الجواد عليه السلام .

5.الأصل : يراده ما كما.

6.البلد الأمين ، ص ۲۹۵ ؛ الإقبال ، ص ۴۷۰. فيهما عن الإمام الباقر عليه السلام ، و في الأخير : متنجّزة.

صفحه از 580