الروضات (شرح زيارت رجبيه) - صفحه 553

وَ أصْدَقَ وَعْدَكُمْ ؛ ۱ لأنّ إسماعيل إذا كان صادق الوعد فهم عليهم السلام أولى به .
و للإيراد موردهم محمل آخر لا مجال لذكره إلّا ببعض الإشارة ، و هو : إيرادنا وردهم في حالاتهم و في آثارهم و أقوالهم و أفعالهم و ظاهرهم و باطنهم و صورتهم و معناهم و شريعتهم و طريقتهم و حقيقتهم و كونهم و تكوينهم و حياتهم و مماتهم بالشهادة ، و ما بين الحيات و الممات و ذاتهم و صفاتهم و أفعالهم إلى أن وصل في شدّة القرب إلى حدّ العينيّة و رفع الغيريّة ، كحالهم مع اللّه تعالى .
* غَيرَ مُحَلَّئينَ ، بالنصب حال عن ضمير المتكلّم مع الغير . أو «مجلِّئين» بالجيم المنقطّة اسم مفعول من باب التفعيل ، من جلّى يجلّي ، كما يراد من يجلّون عن الحوض ؛ أي ينفون و يطردون عنه . و الأشهر بالحاء المهملة و الهمزة كذلك ؛ أي غير مطرودين . ۲
* عَن وِرْدٍ ، قد عرفت ضبطه و معانيه التي منها «الحوض» .
* في دارِ المُقامَة ، ظرف مستقرّ ، صفة ل «ورد» .
* و الخُلد ، عطف على «المقامة» تفسيرا ، أو على «الدار» بكون دار الإقامة ـ و هي الجنّة ـ أعمّ من جنّة الخلد ، أو يحمل الخلد على الروع و القلب ؛ أي بمشاكلة روعنا و قلبنا لروعهم و قلبهم عليهم السلام ، و يلزمه الوصول إلى دار الإقامة ، و هي دار الفؤاد التي اُقيمت الأشياء بها و قامت بنفسها ، فدلّت مقارنة الحال لعاملها المذكور حينئذٍ على حقيقة الإنجاز اللبّي و التنجيز الحتمي .
فالورد بمعنى الماء يُأوّل على حقيقة الماء الذي به حياة كلّ شيء من الأشياء الناسوتيّة و الملكوتيّة و الجبروتيّة ، أعلى من الحوض الكوثر الذي هو بالحقيقة رشحة من رشحات ما في فؤاد عليّ عليه السلام .
* والسَّلام عَليكم ـ كما تقولون ـ أو السلام ، من السلامة عن الآفات . أو «على» بمعنى

1.التهذيب ، ج ۶ ، ص ۹۹ ، ح ۱ ؛ البلد الأمين ، ص ۳۰۲.

2.قال العلّامة المجلسي رحمه الله في البحار في شرح هذه الفقرة : «غير محلّئين عن ورد ، بالحاء المهملة و فتح اللام المشدّدة مهموزا. قال الجزري : في الحديث : يرد عليّ يوم القيامة رهط فيحلّئون عن الحوض ؛ أي : يصدّون عنه ، و يمنعون من ورده».

صفحه از 580