الروضات (شرح زيارت رجبيه) - صفحه 555

أفعالهم ، و حقيقة هذه المتابعة في المرسلين و الأنبياء و الأوصياء و الملائكة و الصالحين .
و هذه المتابعة ناشئة من العمل على الشاكلة الذي أشار إليه الآية على تفاوت مراتبه الطوليّة بالشدّة و الضعف ، بأنّ بعضهم كالمرسلين قد خلق من فاضل ضياء أرواحهم ، و بعضهم كالأنبياء الذين دونهم ممّا هو فيهم منه ، و لا ينافيه التغييرات المادّية الزمانية ، و بعضهم كالأوصياء ممّا ينتهي إلى فاضل طينتهم أي طينة صورهم ، و بعضهم كالموحّدين و المؤمنين الصالحين ممّا هو منتهٍ إلى أجسامهم النورانيّة ، و يشير إليه قوله تعالى : «وَ إِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ» ، ۱ و قول عليّ عليه السلام : اتّقوا فراسة المؤمن ؛ فإنّه ينظر بنور اللّه . قال ابن عبّاس : كيف ينظر بنور اللّه ؟ قال عليه السلام : لأنّا خُلقنا من نور اللّه ، و خلق شيعتنا من شعاع نورنا ، فهم أصفياء أبرار أطهار متوسّمون ، نورهم يضيء على من سواهم كالبدر في الليلة الظلماء ، ۲ إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة في الكافي و غيره .
* و السلام عليكم بما صَبَرتُم.
لأنّ الصبر على البلاء و حبس اللسان و اليد و الرجل و الجوارح ۳ و الحواسّ الظاهرة و الباطنة و النفس و العقل الجمهوري و القلب الغير المطمئنّ عن غير اللّه و ما لا يعني و لا يفيد التخلّق بأخلاق اللّه و التشبّه بصفات النبيّ صلى الله عليه و آله و الأئمّة عليهم السلام ، و عن الشكوك و الظنون التي هي لواقح الفتن و مكدّرة لصفو المنائح و المنن ، سلامةٌ في الدارين ، و نجاة عن آفات النشأتين و عن خجلة نفسه عند نفسه ؛ إذ قلّما شخص خرج عن هذه الخجلة إذا تفكّر ساعة و تدبّر هنيّة ، و هذا مرض لا أشدّ منه ، و علاجه التداوي بالصبر ، و هو مفتاح الفرج .
* فَنِعمَ الصبر ، و هو عُقْبَى الدار حقيقة ، أو مصبرا إليها . ۴
* أنَا سائِلُكُم مواليَّ .

1.سورة الصافّات ، الآية ۸۳ .

2.بحار الأنوار ، ج ۲۵ ، ص ۲۱ ، باب بدو أرواحهم وأنوارهم و ... ، ح ۳۲.

3.في الأصل : «الجواهر» ، و هو سهو واضح.

4.و فيه إشارة إلى قوله تعالى في الآية ۲۴ من سورة الرعد : «سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارُ» .

صفحه از 580