الروضات (شرح زيارت رجبيه) - صفحه 556

* و آمِلُكُم ؛ اسم فاعل .
* في ما إليكم ۱
التفويضُ ، و عليكم التعويض.
توضيح الكلام يستدعي ذكر عقود و الخلالات :
عقدة
السؤال لا ينفكّ عن الأمل ، و كذا العكس ، سواء كان عينه أو جزءه أو لازمه ، فما الفائدة في ذكرهما معا؟!
الجواب
السؤال باللسان ، و الأمل بالقلب ، و الجمع بينهما أكمل في إنجاح السؤال .
أو السؤال أعمّ ؛ لجواز أن يَسأل و لا يأمل كما أمر و لم يشأ ، أو العكس كما في شاء و لم يأمر .
أو السؤال يشمل ما هو بلسان القال و الحال و الاستعداد ، بخلاف الأمل .
أو الأمل بالتحريك : الرجاء ، و هو ضدّ اليأس ، و منه «وَ خَيْرٌ أَمَلاً» ، ۲ و له مراتب من حيث طوله و قسميه ، كما في : طول الأمل ينسي الآخرة . ۳
أو الأمل مِن تأمّل الشيء ، إذا نظر فيه ليعلم عاقبته ، بخلاف السؤال ؛ لأنّه سؤال استفهام ، و سؤال تفريع للمحاسبة ، كما في : «لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَ لَا جآنٌّ» ، ۴ و سؤال دعاء كما في : «سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ» ، ۵ أي دعا داعٍ بعذاب ضمن سأل ، فعدّاه تعديته . ۶

1.في الإقبال : «في ما آتاكم». و في البحار : + فيه.

2.سورة الكهف ، الآية ۴۶.

3.الكافي ، ج ۱ ، ص ۴۴ ، باب استعمال العلم ، ح ۱ عن النبيّ صلى الله عليه و آله .

4.سورة الرحمن ، الآية ۳۹.

5.سورة المعارج ، الآية ۱.

6.راجع : مجمع البحرين ، ج ۵ ، ص ۳۹۰ (سأل). و في حاشية الأصل : «و لي فيه إشكال غير الإشكال المذكور ، و هو أنّه فما فائدة الطلب و السؤال و الإلحاح و التضرّع إلى اللّه تعالى ؛ لأنّه إن كان ممّا جرى به قلم القضاء بإنجاح نيله و إعطائه ، فلا حاجة إلى مشقّة الطلب و تكلّفه ، و يعطيه اللّه تعالى بمقتضاه مطلقا ، و إن لم يجر به القلم و لم ينتقش به اللوح لم ينجح نيله مطلقا و إن تضرّع و تكلّف ، فلا فائدة فيه أصلاً؟! اللّهمّ إلّا أن يقال : إنّ الطلب و الدعاء أيضا ممّا جرى به القلم ، و هذا لا يخلو عن شيء ، فتأمّل».

صفحه از 580