الروضات (شرح زيارت رجبيه) - صفحه 576

أو الشؤون : جمع منطقي في الشينة ، ۱ و إن بعد صورةً و إرادةً من الفقرة .
أو الشأنان : عرقان ينحدران من الرأس إلى الحاجبين ، ثمّ إلى العينين . و ماء الشؤون : الدموع .
أو الشؤون : هي الأطوار الذاتيّة للحقّ أو من الحقّ ، إشارة إلى دفع الغيريّة و سلب الهويّة ، كأطوار المعشوق بالنسبة إليه لدى العاشق الذي مقصوده في المعشوق ذاته بذاته ، و صفته بصفته ، و فعله بفعله ؛ لأنّ الوجودات شؤونات الحقّ و أطواره غير مفارقة عنه ، و الأعيان الثابتة سمات الشؤون طولاً و عرضا .
و جمع الشؤون إشارة إلى المراتب المتعدّدة المتفاوتة بالشدّة و الضعف لكلّ شخص من أشخاص هذه النشأة ، إنسانيّا أو حيوانيّا أو نباتيّا أو جماديّا أو عنصريّا أو فلكيّا ، بطريق التنازل من الباطن إلى الظاهر ، الذي هو باطن ظاهره ، و هكذا إلى الظاهر الأخير ، و التصاعد من الظاهر إلى الباطن الذي هو ظاهر باطنه ، و هكذا إلى الباطن الأخير الأصل الذي لابدّ من الانتهاء إليه .
فالطول متناه باثنين ، و في ما بين الاثنين اُمور غير متناهية من وجوه عديدة ، بل غير محصورة بجهات اللاتناهي ، فإصلاح الشؤون متحقّق في الجانبين . و لما كان المحقَّق في الاُصول إفادة الجمع المضاف للعموم و الاستغراق ، فالمأمول إصلاح كلّ الشؤون . اللّهمّ و يا موالي ، أصلحها بجميع الشؤون بشأنكم الحقّ و الصدق و الرفق و جاهكم العظيمة و شأنكم الكبير ، بحقّ كِبَر شأنكم ، حسب ما أكبرتم شأنه ، و مجّدتم كرمه ، و وكّدتم ميثاقه .
* و السلام عليكم سَلامَ مُوَدِّع ، و لكم حوائجَه مودِع.
ربما يتوهّم منه أنّه مناسب للوداع لا للزيارة ، أو يخدش فيه بأنّ المقام سلام غير مودَع ؛ أي غير متروك ، و منه سمّي الوداع ـ بالفتح ـ لأنّه فراق و متاركة ، إلّا على جعله اسم فاعل صفة لشخص محذوف .
و الجواب أنّه من دعة و راحة ، كما في : عليكم بالدعة و الوقار ، ۲ أو من الدعة

1.يقرأ في الأصل «النشية» ، وفي ألف : التسنية.

2.الكافي ، ج ۸ ، ص ۲ ، كتاب الروضة ، ضمن الحديث الأوّل ، عن الإمام الصادق عليه السلام .

صفحه از 580