۳.صحيح مسلم عن سعد بن أبي وقّاص :. . . لَمّا نَزَلَت هذِهِ الآيَةُ : «فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ» دَعا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَلِيّا وفاطِمَةَ وحَسَنا وحُسَينا عليهم السلام فَقالَ : اللّهُمَّ هؤُلاءِ أهلي . ۱
۴.تفسير العيّاشي عن عامر بن سعد :قالَ مُعاوِيَةُ لِأَبي : ما يَمنَعُكَ أن تَسُبَّ أبا تُرابٍ ؟ قالَ : لِثَلاثٍ رَوَيتُهُنَّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله : لَمّا نَزَلَت آيَةُ المُباهَلَةِ : «تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ» الآيَةَ ، أخَذَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِيَدِ عَلِيٍّ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ عليهم السلام قالَ : هؤُلاءِ أهلي . ۲
1 / 2
قِصَّةُ المُباهَلَةِ بِرِوايَةِ الإِمامِ الرّازِيِ
۵.تفسير الفخر الرازي :رُوِيَ أنَّهُ صلى الله عليه و آله لَمّا أورَدَ الدَّلائِلَ عَلى نَصارى نَجرانَ ، ثُمَّ إنَّهُم أصَرّوا عَلى جَهلِهِم ، فَقالَ صلى الله عليه و آله : إنَّ اللّهَ أمَرَني إن لَم تَقبَلُوا الحُجَّةَ أن اُباهِلَكُم .
فَقالوا : يا أبَا القاسِمِ ، بَل نَرجِعُ فَنَنظُرُ في أمرِنا ثُمَّ نَأتيكَ .
فَلَمّا رَجَعوا قالوا لِلعاقِبِ ۳ ـ وكانَ ذا رَأيِهِم ـ : يا عَبدَ المَسيحِ ، ما تَرى ؟ فَقالَ : وَاللّهِ ! لَقَد عَرَفتُم يا مَعشَرَ النَّصارى أنَّ مُحَمَّدا نَبِيٌّ مُرسَلٌ ، ولَقَد جاءَكُم بِالكَلامِ الحَقِّ في أمرِ صاحِبِكُم . وَاللّهِ ! ما باهَلَ قَومٌ نَبِيّا قَطُّ فَعاشَ كَبيرُهُم ولا نَبَتَ صَغيرُهُم ، ولَئِن فَعَلتُم لَكانَ الاِستِئصالُ ، فَإِن أبَيتُم إلَا الإِصرارَ عَلى دينِكُم وَالإِقامَةِ عَلى ما أنتُم عَلَيهِ ، فَوادِعُوا الرَّجُلَ وَانصَرِفوا إلى بِلادِكُم .
وكانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله خَرَجَ وعَلَيهِ مِرطٌ ۴ مِن شَعرٍ أسوَدَ ، وكانَ قَدِ احتَضَنَ الحُسَينَ وأَخَذَ بِيَدِ الحَسَنِ ، وفاطِمَةُ تَمشي خَلفَهُ ، وعَلِيٌّ رَضِيَ اللّهُ عَنهُ خَلفَها ، وهُوَ يَقولُ : إذا دَعَوتُ فَأَمِّنوا .
فَقالَ اُسقُفُّ نَجرانَ : يا مَعشَرَ النَّصارى ! إنّي لَأَرى وُجوها لَو سَأَلُوا اللّهَ أن يُزيلَ جَبَلاً مِن مَكانِهِ لَأَزالَهُ بِها ، فَلا تُباهِلوا فَتَهلِكوا ولا يَبقى عَلى وَجهِ الأَرضِ نَصرانِيٌّ إلى يَومِ القِيامَةِ .
ثُمَّ قالوا : يا أبَا القاسِمِ ، رَأَينا أن لا نُباهِلَكَ وأَن نُقِرَّكَ عَلى دينِكَ .
فَقالَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ : فَإِذا أبَيتُمُ المُباهَلَةَ فَأَسلِموا ؛ يَكُن لَكُم ما لِلمُسلِمينَ وعَلَيكُم ما عَلَى المُسلِمينَ ، فَأَبَوا ، فَقالَ : فَإِنّي اُناجِزُكُمُ القِتالَ ، فَقالوا : ما لَنا بِحَربِ العَرَبِ طاقَةٌ ، ولكِن نُصالِحُكَ عَلى أن لا تَغزُوَنا ولا تَرُدَّنا عَن دينِنا ، عَلى أن نُؤَدِّيَ إلَيكَ في كُلِّ عامٍ ألفَي حُلَّةٍ : ألفاً في صَفَرٍ ، وأَلفاً في رَجَبٍ ، وثَلاثينَ دِرعا عادِيَةً مِن حَديدٍ .
فَصالَحَهُم عَلى ذلِكَ . وقالَ : وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، إنَّ الهَلاكَ قَد تَدَلّى عَلى أهلِ نَجرانَ ، ولو لاعَنوا لَمُسِخوا قِرَدَةً وخَنازيرَ ، ولَاضطَرَمَ عَلَيهِمُ الوادي نارا ، ولَاستَأَصَلَ اللّهُ نَجرانَ وأَهلَهُ ، حَتَّى الطَّيرَ عَلى رُؤوسِ الشَّجَرِ ، ولَما حالَ الحَولُ عَلَى النَّصارى كُلِّهِم حَتّى يَهلِكوا .
ورُوِيَ أنَّهُ صلى الله عليه و آله لَمّا خَرَجَ فِي المِرطِ الأَسوَدِ ، فَجاءَ الحَسَنُ رَضِيَ اللّهُ عَنهُ فَأَدخَلَهُ، ثُمَّ جاءَ الحُسَينُ رَضِيَ اللّهُ عَنهُ فَأَدخَلَهُ ، ثُمَّ فاطِمَةُ ، ثُمَّ عَلِيٌّ رَضِيَ اللّهُ عَنهُما ، ثُمَّ قالَ : «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا»۵ .
وَاعلَم أنَّ هذِهِ الرِّوايَةَ كُالمُتَّفَقِ عَلى صِحَّتِها بَينَ أهلِ التَّفسيرِ وَالحَديثِ . ۶
1.صحيح مسلم : ج ۴ ص ۱۸۷۱ ح ۳۲ ، سنن الترمذي : ج ۵ ص ۶۳۸ ح ۳۷۲۴ ، مسند ابن حنبل : ج ۱ ص ۳۹۱ ح ۱۶۰۸ ، المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص ۱۶۳ ح ۴۷۱۹ ، السنن الكبرى : ج ۷ ص ۱۰۱ ح ۱۳۳۹۲ .
2.تفسير العيّاشي : ج ۱ ص ۱۷۷ ح ۵۹ ، بحار الأنوار : ج ۲۱ ص ۳۴۲ ح ۱۱ .
3.وهو عبد المسيح بن ثوبان اُسقف نجران ( شرح الأخبار : ج ۲ ص ۳۳۹ ) ، والعاقب يُطلق على من يكون بعد السيّد ؛ أي يعقبه ( راجع : بحار الأنوار : ج ۳۵ ص ۲۶۴ ) .
4.المِرطُ : كِساءٌ من صوفٍ أو خَزٍّ كان يؤتَزَرُ به (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۶۸۸ «مرط») .
5.الأحزاب : ۳۳ .
6.تفسير الفخر الرازي : ج ۸ ص ۸۸ .