۶۳.مسند ابن حنبل عن أنس :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : الإِسلامُ عَلانِيَةٌ وَالإِيمانُ فِي القَلبِ . قالَ : ثُمَّ يُشيرُ بِيَدِهِ إلى صَدرِهِ ثَلاثَ مَرّاتٍ . قالَ : ثُمَّ يَقولُ : التَّقوى هاهُنا ، التَّقوى هاهُنا . ۱
۶۴.الإمام عليّ عليه السلام :إنَّ مَحَلَّ الإِيمانِ الجَنانُ وسَبيلَهُ الاُذُنانِ . ۲
ز ـ الأَحكامُ عَلَى الإِسلامِ وَالثَّوابُ عَلَى الإِيمانِ
۶۵.الإمام الصادق عليه السلام :الإِسلامُ يُحقَنُ بِهِ الدَّمُ ، وتُؤَدّى بِهِ الأَمانَةُ ، وتُستَحَلُّ بِهِ الفُروجُ؛ وَالثَّوابُ عَلَى الإِيمانِ . ۳
۶۶.عنه عليه السلام :إنَّ الإِسلامَ قَبلَ الإِيمانِ وعَلَيهِ يَتَوارَثونَ ويَتَناكَحونَ، وَالإِيمانُ عَلَيهِ يُثابونَ. ۴
راجع : ص 56 ح 53 .
1 / 3
حَديثٌ جامِعٌ في حَقيقَةِ الإِيمانِ وَالإِسلامِ وفُروقِهِما
۶۷.تحف العقول عن الإمام الصادق عليه السلامـ أنَّهُ دَخَلَ عَلَيهِ رَجُلٌ فَقالَ عليه السلام لَهُ ـ :مِمَّنِ الرَّجُلُ ؟ فَقالَ : مِن مُحِبّيكُم ومَواليكُم ، فَقالَ لَهُ جَعفَرٌ عليه السلام : لا يُحِبُّ اللّهَ عَبدٌ ۵ حَتّى يَتَوَلّاهُ ولا يَتَوَلّاهُ حَتّى يوجِبَ لَهُ الجَنَّةَ .
ثُمَّ قالَ لَهُ مِن أيِّ مُحِبّينا أنتَ ؟ فَسَكَتَ الرَّجُلُ ، فَقالَ لَهُ سَديرٌ : وكَم مُحِبّوكُم يَابنَ رَسولِ اللّهِ ؟
فَقالَ : عَلى ثَلاثِ طَبَقاتٍ : طَبَقَةٍ أحَبّونا فِي العَلانِيَةِ ولَم يُحِبّونا فِي السِّرِّ ، وطَبَقَةٍ يُحِبّونا فِي السِّرِّ ولَم يُحِبّونا فِي العَلانِيَةِ ، وطَبَقَةٍ يُحِبّونا فِي السِّرِّ وَالعَلانِيَةِ ، هُمُ النَّمَطُ ۶ الأَعلى ، شَرِبوا مِنَ العَذبِ الفُراتِ ، وعَلِموا تَأويلَ الكِتابِ وفَصلَ الخِطابِ وسَبَبَ الأَسبابِ ، فَهُمُ النَّمَطُ الأَعلى ، الفَقرُ وَالفاقَةُ وأنواعُ البَلاءِ أسرَعُ إلَيهِم مِن رَكضِ الخَيلِ ، مَسَّتهُمُ البَأساءُ وَالضَّرّاءُ وزُلزِلوا وفُتِنوا ، فَمِن بَينِ مَجروحٍ ومَذبوحٍ ، مُتَفَرِّقينَ في كُلِّ بِلادٍ قاصِيَةٍ ، بِهِم يَشفِي اللّهُ السَّقيمَ ويُغنِي العَديمَ ، وبِهِم تُنصَرونَ ، وبِهِم تُمطَرونَ ، وبِهِم تُرزَقونَ ، وهُمُ الأَقَلّونَ عَدَدا ، الأَعظَمونَ عِندَ اللّهِ قَدرا وخَطَرا .
وَالطَّبَقَةُ الثّانِيَةُ النَّمَطُ الأَسفَلُ ، أحَبّونا فِي العَلانِيَةِ وساروا بِسيرَةِ المُلوكِ ، فَأَلسِنَتُهُم مَعَنا وسُيوفُهُم عَلَينا .
وَالطَّبَقَةُ الثّالِثَةُ النَّمَطُ الأَوسَطُ ، أحَبّونا فِي السِّرِّ ولَم يُحِبّونا فِي العَلانِيَةِ ، ولَعَمري لَئِن كانوا أحَبّونا فِي السِّرِّ دونَ العَلانِيَةِ ، فَهُمُ الصَّوّامونَ بِالنَّهارِ ، القَوّامونَ بِاللَّيلِ ، تَرى أثَرَ الرَّهبانِيَّةِ في وُجوهِهِم ، أهلُ سِلمٍ وَانقِيادٍ .
قالَ الرَّجُلُ : فَأَنَا مِن مُحِبّيكُم فِي السِّرِّ وَالعَلانِيَةِ . قالَ جَعفَرٌ عليه السلام : إنَّ لِمُحِبّينا فِي السِّرِّ وَالعَلانِيَةِ عَلاماتٍ يُعرَفونَ بِها . قالَ الرَّجُلُ : وما تِلكَ العَلاماتُ ؟
قالَ عليه السلام : تِلكَ خِلالٌ أوَّلُها أنَّهُم عَرَفُوا التَّوحيدَ حَقَّ مَعرِفَتِهِ ، وأحكَموا عِلمَ تَوحيدِهِ ، وَالإِيمانُ بَعدَ ذلِكَ بِما هُوَ وما صِفَتُهُ . ثُمَّ عَلِموا حُدودَ الإِيمانِ وحَقائِقَهُ وشُروطَهُ وتَأويلَهُ. قالَ سَديرٌ: يَابنَ رَسولِ اللّهِ ما سَمِعتُكَ تَصِفُ الإِيمانَ بِهذِهِ الصِّفَةِ.
قالَ : نَعَم يا سَديرُ ، لَيسَ لِلسّائِلِ أن يَسأَلَ عَنِ الإِيمانِ ما هُوَ حَتّى يَعلَمَ الإِيمانَ بِمَن ؟ قالَ سَديرٌ : يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، إن رَأَيتَ أن تُفَسِّرَ ما قُلتَ ؟
قالَ الصّادِقُ عليه السلام : مَن زَعَمَ أنَّهُ يَعرِفُ اللّهَ بِتَوَهُّمِ القُلوبِ فَهُوَ مُشرِكٌ ، ومَن زَعَمَ أنَّهُ يَعرِفُ اللّهَ بِالاِسمِ دونَ المَعنى فَقَد أقَرَّ بِالطَّعنِ ، لِأَنَّ الاِسمَ مُحدَثٌ ، ومَن زَعَمَ أنَّهُ يَعبُدُ الاِسمَ وَالمَعنى فَقَد جَعَلَ مَعَ اللّهِ شَريكا ، ومَن زَعَمَ أنَّهُ يَعبُدُ المَعنى بِالصِّفَةِ لا بِالإِدراكِ فَقَد أحالَ عَلى غائِبٍ ، ومَن زَعَمَ أنَّهُ يَعبُدُ الصِّفَةَ وَالمَوصوفَ فَقَد أبطَلَ التَّوحيدَ ، لِأَنَّ الصِّفَةَ غَيرُ المَوصوفِ ، ومَن زَعَمَ أنَّهُ يُضيفُ المَوصوفَ إلَى الصِّفَةِ فَقَد صَغَّرَ بِالكَبيرِ ، وما قَدَرُوا اللّهَ حَقَّ قَدرِهِ .
قيلَ لَهُ : فَكَيفَ سَبيلُ التَّوحيدِ ؟ قالَ عليه السلام : بابُ البَحثِ مُمكِنٌ ، وطَلَبُ المَخرَجِ مَوجودٌ ، إنَّ مَعرِفَةَ عَينِ الشّاهِدِ قَبلَ صِفَتِهِ ، ومَعرِفَةَ صِفَةِ الغائِبِ قَبلَ عَينِهِ ، قيلَ : وكَيفَ نَعرِفُ عَينَ الشّاهِدِ قَبلَ صِفَتِهِ ؟
قالَ عليه السلام : تَعرِفُهُ وتَعلَمُ عِلمَهُ وتَعرِفُ نَفسَكَ بِهِ ، ولا تَعرِفُ نَفسَكَ بِنَفسِكَ مِن نَفسِكَ ، وتَعلَمُ أنَّ ما فيهِ لَهُ وبِهِ ، كَما قالوا لِيوسُفَ : «أَءِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَ هَذَا أَخِى»۷ فَعَرَفوهُ بِهِ ولَم يَعرِفوهُ بِغَيرِهِ ، ولا أثبَتوهُ مِن أنفُسِهِم بِتَوَهُّمِ القُلوبِ ، أما تَرَى اللّهَ يَقولُ : «مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُواْ شَجَرَهَا»۸ يَقولُ : لَيسَ لَكُم أن تَنصِبوا إماما مِن قِبَلِ أنفُسِكُم ، تُسَمّونَهُ مُحِقّا بِهَوى أنفُسِكُم وإرادَتِكُم ...
1.مسند ابن حنبل : ج ۴ ص ۲۷۱ ح ۱۲۳۸۴ ، مسند أبي يعلى : ج ۳ ص ۲۲۸ ح ۲۹۱۶ ، المصنّف لابن أبي شيبة : ج ۷ ص ۲۱۱ ح ۱ ، كنز العمّال : ج ۱ ص۳۳ ح ۴۴ .
2.غرر الحكم : ج ۲ ص ۵۱۱ ح ۳۴۷۲ .
3.الكافي : ج ۲ ص ۲۴ ح ۱ وج ۲ ص ۲۵ ح ۶ ، المحاسن : ج ۱ ص ۴۴۳ ح ۱۰۲۷ كلّها عن القاسم الصيرفي شريك المفضّل ، بحارالأنوار : ج ۶۸ ص۲۴۳ ح ۳ .
4.الكافي: ج ۱ ص ۱۷۳ ح ۴ ، الإرشاد : ج ۲ ص ۱۹۸ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۲۸۱ ح ۲۴۱ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۵۳۳ كلّها عن يونس بن يعقوب ،بحارالأنوار : ج ۶۸ ص ۲۶۴ ح ۲۱ .
5.في بحار الأنوار : «لا يحبّ اللّه ُ عبدا» .
6.النَّمَطُ : الصنف والنوع (المصباح المنير : ص ۶۲۶ «نمط») .
7.يوسف : ۹۰ .
8.النمل : ۶۰ .