«أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ» . ۱
الحديث
۳۸۲.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :لا تُسَمّوا أَولادَكُمُ الحَكَمَ ولا أَبَا الحَكَمِ ؛ فَإِنَّ اللّهَ هُوَ الحَكَمُ . ۲
۳۸۳.الإمام زين العابدين عليه السلام :اللّهُمَّ لا أَشكو إِلى أَحَدٍ سِواكَ ، ولا أَستَعينُ بِحاكِمٍ غَيرِكَ ، حاشاكَ . ۳
راجع : موسوعة العقائد الإسلامية (معرفة اللّه ) : ج 4 ص 125 (التعرّف على الصفات الثبوتيّة / الحاكم) .
2 / 5
المرتبة الخامسة : التّوحيد في الطّاعة
إنّ معنى التّوحيد في الطّاعة هو أنّه ليس لأَحد أن يُطاع إلّا اللّه والذين اختارهم لاُمور عباده ، فاتّباع غير أمر اللّه إذا كان خلاف أمره شركٌ ، فكيف إذا كان الآمر هوى النفس الّذي يعبّر القرآن عنه بالإله في قوله تعالى : «أَفَرَءَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ »۴ .
التّوحيد في التشريع والتقنين منشأ للتّوحيد في الطاعة ، ذلك إذا كان التشريع للّه وحده فإنّ إطاعة غيره إذا كان أمره مخالفا لأَمر اللّه تعني اتّخاذ شريك للّه في التشريع .
وفي ضوء ذلك، فاجتناب طاعة الأهواء غير المشروعة والجبابرة الذين يعبّر عنهم القرآن الكريم بالطواغيت ، بل اجتناب اتّباع كلّ شيء وكلّ شخص يدعو الإنسان إلى القيام بعمل يخالف أمر اللّه سبحانه ، ضروريّ للحصول على هذه المرتبة من التّوحيد . و بجملة واحدة: إنّ الإثم ومعصية اللّه في الحقيقة والواقع شرك في الطّاعة.
بناءً على هذا فالموحّد الّذي ليس بمشرك مطلقا هو الّذي يجتنب الإثم ومعصية اللّه مطلقا ، لذا قال الإمام الصادق عليه السلام ـ في تفسير قوله تعالى: «وَ مَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَ هُم مُّشْرِكُونَ» : شِركُ طاعَةٍ ولَيسَ شِركَ عِبادَةٍ . ۵
والتّوحيد في الطاعة كالتقوى له ثلاث مراحل :
الأُولى : أداء الواجبات وترك المحرّمات الإلهيّة .
الثانية : عمل المستحبّات وترك المكروهات .
الثالثة : اجتناب كلّ ما ليس له صبغة إلهيّة ، سواءٌ كان حراما أم مكروها أم مباحا . ففي وصيّة رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأَبي ذرّ ـ رضوان اللّه عليه ـ حين قال له:
يا أباذَرٍّ ، لِيَكُن لَكَ في كُلِّ شَيءٍ نِيَّةٌ صالِحَةٌ ، حَتَّى فِي النَّومِ وَالأَكلِ . ۶
إشارة إلى هذه المرحلة من التّوحيد الّتي تعدّ من أعلى مراحل التّوحيد في الطّاعة .
1.الأنعام : ۶۲ وراجع : القصص : ۷۰ و ۸۸ و غافر : ۱۲ .
2.علل الشرائع : ص ۵۸۳ ح ۲۳ عن الإمام عليّ عليه السلام ، بحار الأنوار : ج ۷۶ ص ۳۵۷ ح ۲۵ .
3.الصحيفة السجّاديّة : ص ۶۲ الدعاء ۱۴ .
4.الجاثية : ۲۳ .
5.راجع : ص ۴۹۶ ح ۳۴۵۹ .
6.مكارم الأخلاق : ج ۲ ص ۳۷۰ ح ۲۶۶۱ .