105
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

وآية: «وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ» في سورة النساء.۱(ولا يكون من يدلّهم عليك) بفتح الميم وفعل المضارع من الدلالة، وقرئ : «من يدٍ لهم عليك» بكسر الميم، ظروف ثلاثة، كناية عن عدم الوصول.
«فبما» أو «فبم» بمعنى.
«فبقول اللَّه» على المصدر أو «فيقول اللَّه» على الفعل.
(أراك قد تكلّمت في هذا) أي مع المخالف أو مع المؤالف في الاستدلال على الإمامة من الكتاب والسنّة.
(قبل اليوم) في زمن الإمام السابق.
(فذكّر) على الأمر من التذكير، أي نفسك. وقيل: الظاهر. «فاذكر» على الأمر من المجرّد، وقراءته على الماضي المعلوم لا يستقيم سياقاً، سيّما لقوله : «يقول اللَّه».
(تخطّت) يعني تجاوزت الإمامة ممّن له مثله (من ولد أبيه).
(وقصرت) يعني لم تنل إلى من هو أقصر سنّاً، وفي بعض النسخ: «أصغر» مكان (أقصر).
(هو أولى الناس بالذي قبله) أي باعتبار كونه أعلم الناس بالقرآن والسنّة مثله، (وهو وصيّه)يعني سرّاً وعلانيّةً، بحيث يعلم المؤالف والمخالف أنّه وصيّه عند الموت، وصاحب الوصيّة الظاهرة لأهل البلد، وإن لم يعرفوه جميعاً بالإمامة. قيل: وهذا هو المراد بقوله: «وله حجّة ظاهرة».
في بعض النسخ : «إلى ابنه جعفر بن محمّد»، قيل: والظاهر «إلى جعفر بن محمّد» أو «إلى ابنه جعفر».
(حجّة) يحتمل الرفع والنصب.
و(سيبيّن) المعلوم وخلافه. وقد سبق مضمون طائفة من هذا الخبر في الحديث الثامن في الباب التاسع والستّين.

1.النساء (۴): ۱۰۰.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
104

قُلْتُ : فَإِنَّ النَّاسَ تَكَلَّمُوا فِي أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، وَ يَقُولُونَ : كَيْفَ تَخَطَّتْ مِنْ وُلْدِ أَبِيهِ مَنْ لَهُ مِثْلُ قَرَابَتِهِ وَ مَنْ هُوَ أَسَنُّ مِنْهُ ، وَ قَصُرَتْ عَمَّنْ هُوَ أَقْصَرُ۱ مِنْهُ ؟
فَقَالَ : «يُعْرَفُ صَاحِبُ هذَا الْأَمْرِ بِثَلَاثِ خِصَالٍ لَا يَكُونُ‏۲ فِي غَيْرِهِ : هُوَ أَوْلَى النَّاسِ بِالَّذِي قَبْلَهُ وَ هُوَ وَصِيُّهُ ، وَ عِنْدَهُ سِلَاحُ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وَ وَصِيَّتُهُ ، وَ ذلِكَ عِنْدِي لَا أُنَازَعُ فِيهِ».
قُلْتُ : إِنَّ ذلِكَ مَسْتُورٌ مَخَافَةَ السُّلْطَانِ ؟
قَالَ : «لَا يَكُونُ فِي سِتْرٍ إِلَّا وَ لَهُ حُجَّةٌ ظَاهِرَةٌ ؛ إِنَّ أَبِي عليه السلام اسْتَوْدَعَنِي مَا هُنَاكَ ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ ، قَالَ : ادْعُ لِي شُهُوداً ، فَدَعَوْتُ أَرْبَعَةً مِنْ قُرَيْشٍ ، فِيهِمْ نَافِعٌ مَوْلى‏ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : اكْتُبْ : هذَا مَا أَوْصى‏ بِهِ يَعْقُوبُ بَنِيهِ : «يا بَنِىَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى‏ لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ» ، وَ أَوْصى‏ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى ابْنِهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، وَ أَمَرَهُ أَنْ يُكَفِّنَهُ فِي بُرْدِهِ الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ الْجُمَعَ ، وَ أَنْ يُعَمِّمَهُ بِعِمَامَتِهِ ، وَ أَنْ يُرَبِّعَ قَبْرَهُ ، وَ يَرْفَعَهُ أَرْبَعَ أَصَابِعَ ، ثُمَّ يُخَلِّيَ عَنْهُ» ، فَقَالَ : «اطْوُوهُ» . ثُمَّ قَالَ لِلشُّهُودِ : «انْصَرِفُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ» .
فَقُلْتُ بَعْدَ مَا انْصَرَفُوا : «مَا كَانَ فِي هذَا يَا أَبَتِ ، أَنْ يُشْهِدَ۳ عَلَيْهِ ؟»
فَقَالَ : «إِنِّي كَرِهْتُ أَنْ تُغْلَبَ ، وَ أَنْ يُقَالَ : إِنَّهُ لَمْ يُوصَ ، فَأَرَدْتُ أَنْ تَكُونَ لَكَ حُجَّةٌ ، فَهُوَ الَّذِي إِذَا قَدِمَ الرَّجُلُ الْبَلَدَ ، قَالَ : مَنْ وَصِيُّ فُلَانٍ ؟ قِيلَ : فُلَانٌ» . قُلْتُ : فَإِنْ أَشْرَكَ فِي الْوَصِيَّةِ ؟ قَالَ : «تَسْأَلُونَهُ ؛ فَإِنَّهُ سَيُبَيِّنُ لَكُمْ» .

هديّة:

(الحقّ واللَّه) يعني هذا الحديث.
(لم يسعه ذلك) على الاستفهام، يعني أليس هو معذوراً في عدم معرفته الإمام.
(حجّة وصيّه)، في بعض النسخ: «حجّة وصيّته» أي الوصيّة الظاهرة لأهل البلد.
(وحقّ النّفر) أي وجب.

1.في الكافي المطبوع : «أصغر».

2.في الكافي المطبوع : «تكون».

3.في الكافي المطبوع : «تشهد».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 105247
صفحه از 612
پرینت  ارسال به