107
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

يفهم من مثل قوله تعالى: «وَاللَّهُ يَهْدِى مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ»۱. وفي مثل الخبر أنّه لا يجب على الإمام التبليغ كما يجب على النبيّ عليه السلام، بل على الرعيّة - بعد تبليغ النبيّ - السعي إلى الإمام. فمثله كمثل العَلَم المنصوب للعسكر ليس عليه النداء، ومثل الكعبة علماً للحجّ ليس عليها أن ترفع صوتها بقول: «هلمّوا إلى الحجّ» ولم يُعلمْه بالاسم ونحوه، خوفاً من الإذاعة أو لأمرٍ آخر.

1.البقرة (۲): ۲۱۳.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
106

الحديث الثالث‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ العجلي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ‏۱، قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : أَصْلَحَكَ اللَّهُ ، بَلَغَنَا شَكْوَاكَ وَ أَشْفَقْنَا ، فَلَوْ أَعْلَمْتَنَا أَوْ عَلَّمْنَا۲مَنْ ؟ فَقَالَ : «إِنَّ عَلِيّاً عليه السلام كَانَ عَالِماً ، وَ الْعِلْمُ يُتَوَارَثُ ، فَلَا يَهْلِكُ عَالِمٌ إِلَّا بَقِيَ مِنْ بَعْدِهِ مَنْ يَعْلَمُ مِثْلَ عِلْمِهِ ، أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ».
قُلْتُ : أَ فَيَسَعُ النَّاسَ إِذَا مَاتَ الْعَالِمُ أَلَّا يَعْرِفُوا الَّذِي بَعْدَهُ؟ فَقَالَ : «أَمَّا أَهْلُ هذِهِ الْبَلْدَةِ ، فَلَا - يَعْنِي الْمَدِينَةَ - وَ أَمَّا غَيْرُهَا مِنَ الْبُلْدَانِ ، فَبِقَدْرِ مَسِيرِهِمْ ؛ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ : «وَ ما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِى الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ»».
قَالَ : قُلْتُ : أَ رَأَيْتَ مَنْ مَاتَ فِي ذلِكَ ؟ فَقَالَ : «هُوَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ ، ثُمَّ يُدْرِكُهُ الْمَوْتُ ، فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ».
قَالَ : قُلْتُ : فَإِذَا قَدِمُوا بِأَيِّ شَيْ‏ءٍ يَعْرِفُونَ صَاحِبَهُمْ ؟ قَالَ : «يُعْطَى السَّكِينَةَ وَ الْوَقَارَ وَالْهَيْبَةَ» .

هديّة:

(شكواك) أي صيرورتك عليلاً. و«الشكوى» بالقصر: الوجع والمرض.
«أشفق عليه»: خاف ومنه حذر. وقال ابن دريد: شفقت كضرب وأشفقت بمعنى: وأنكره أهل اللغة.
في بعض النسخ: «أو علّمتنا» على الترديد بين الإفعال والتفعيل، كالترديد بين المجرّد والمزيد على الأكثر: أو المعنى على الأكثر، أو لو علمنا بطريق آخر، قال: يعطى اقتصار على طائفة من الدلالات المقارنة بالنسب والحسب الظاهرين، ووجه الاقتصار

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن بريد بن معاوية ، عن محمّد بن مسلم».

2.في الكافي المطبوع : «علّمتنا».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 105204
صفحه از 612
پرینت  ارسال به