الحديث الثالث
۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ العجلي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ۱، قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : أَصْلَحَكَ اللَّهُ ، بَلَغَنَا شَكْوَاكَ وَ أَشْفَقْنَا ، فَلَوْ أَعْلَمْتَنَا أَوْ عَلَّمْنَا۲مَنْ ؟ فَقَالَ : «إِنَّ عَلِيّاً عليه السلام كَانَ عَالِماً ، وَ الْعِلْمُ يُتَوَارَثُ ، فَلَا يَهْلِكُ عَالِمٌ إِلَّا بَقِيَ مِنْ بَعْدِهِ مَنْ يَعْلَمُ مِثْلَ عِلْمِهِ ، أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ».
قُلْتُ : أَ فَيَسَعُ النَّاسَ إِذَا مَاتَ الْعَالِمُ أَلَّا يَعْرِفُوا الَّذِي بَعْدَهُ؟ فَقَالَ : «أَمَّا أَهْلُ هذِهِ الْبَلْدَةِ ، فَلَا - يَعْنِي الْمَدِينَةَ - وَ أَمَّا غَيْرُهَا مِنَ الْبُلْدَانِ ، فَبِقَدْرِ مَسِيرِهِمْ ؛ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ : «وَ ما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِى الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ»».
قَالَ : قُلْتُ : أَ رَأَيْتَ مَنْ مَاتَ فِي ذلِكَ ؟ فَقَالَ : «هُوَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ ، ثُمَّ يُدْرِكُهُ الْمَوْتُ ، فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ».
قَالَ : قُلْتُ : فَإِذَا قَدِمُوا بِأَيِّ شَيْءٍ يَعْرِفُونَ صَاحِبَهُمْ ؟ قَالَ : «يُعْطَى السَّكِينَةَ وَ الْوَقَارَ وَالْهَيْبَةَ» .
هديّة:
(شكواك) أي صيرورتك عليلاً. و«الشكوى» بالقصر: الوجع والمرض.
«أشفق عليه»: خاف ومنه حذر. وقال ابن دريد: شفقت كضرب وأشفقت بمعنى: وأنكره أهل اللغة.
في بعض النسخ: «أو علّمتنا» على الترديد بين الإفعال والتفعيل، كالترديد بين المجرّد والمزيد على الأكثر: أو المعنى على الأكثر، أو لو علمنا بطريق آخر، قال: يعطى اقتصار على طائفة من الدلالات المقارنة بالنسب والحسب الظاهرين، ووجه الاقتصار