111
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

يا رسول اللَّه؟ فلم يجب حتّى سُئل ثلاثاً، ثمّ وضع يده على كتف سلمان وقال: «لو كان الإيمان عند الثريّا لناله رجالٌ أو رجلٌ من هؤلاء».۱(قضيت عنه) الظاهر عن إبراهيم، وقيل: عن العبّاس من إخوته عليه السلام، وقيل: عن الرجل الواقفي.
(أشفى): أشرف. والقصد من الطلاق والعتق أن لا يختم الغرماءُ بيوتَ نسائه، ولا يأخذوا مماليكه.

الحديث الثالث‏

۰.روى في الكافي عن الاثنين،۲عَنِ الْوَشَّاءِ ، قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ عليه السلام : إِنَّهُمْ رَوَوْا عَنْكَ فِي مَوْتِ أَبِي الْحَسَنِ عليه السلام أَنَّ رَجُلًا قَالَ لَكَ‏۳: عَلِمْتَ ذلِكَ بِقَوْلِ سَعِيدٍ ؟
فَقَالَ :
«جَاءَ سَعِيدٌ بَعْدَ مَا عَلِمْتُ بِهِ قَبْلَ مَجِيئِهِ».
قَالَ : وَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ : «طَلَّقْتُ أُمَّ فَرْوَةَ بِنْتَ إِسْحَاقَ فِي رَجَبٍ بَعْدَ مَوْتِ أَبِي الْحَسَنِ عليه السلام بِيَوْمٍ». قُلْتُ : طَلَّقْتَهَا وَ قَدْ عَلِمْتَ بِمَوْتِ أَبِي الْحَسَنِ عليه السلام ؟ قَالَ : «نَعَمْ». قُلْتُ : قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ عَلَيْكَ سَعِيدٌ ؟ قَالَ : «نَعَمْ» .

هديّة:

المراد بأبي الحسن الأوّل أبو الحسن الثاني، وبالثاني الأوّل.
(رجلاً) يعني من الواقفة معترضاً عليك بأنّ علمك ذلك إنّما هو بقول سعيد، فيلزم خلوّ الدنيا في الفاصلة بين علمك ومضيّه عن المعصوم، والجاهل بإمامة نفسه ليس بإمام، وأيضاً العلم بسبب إخبار سعيد الخادم الوالي وأهل المدينة ليس معتبراً في علم الإمامة، وسعيد الخادم هو الناعي من بغداد إلى المدينة.

1.مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۴۱۷ ؛ صحيح مسلم ، ج ۷ ، ص ۱۹۲ ، وفيهما مع اختلاف يسير.

2.يعني : «الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد».

3.في «د» : + «إنّك».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
110

نِسَائِهِ وَ عِتْقِ مَمَالِيكِهِ ، وَ لكِنْ قَدْ سَمِعْتُ مَا لَقِيَ يُوسُفُ مِنْ إِخْوَتِهِ» .

هديّة:

(رجلاً) يعني من الواقفة، أو المراد العبّاس أخيه عليه السلام وقد مرّ ذكره.
(عنّى أخاك) على التفعلة، أي أوقعه في العناء والتعب بتلبيسه الأمر عليه في إمامة أخيه ووفات أبيه. وفي بعض النسخ : «غرّ أخاك» من الغرور، أي خدعه. وهو أوضح.
(وإنّك) بكسر الهمزة حاليّة، والمراد تحقيق الحال.
(ما لا نعلم) على المتكلّم مع الغير أو الغائب.
(هلمّ) من أسماء الأفعال، و(جرّاً) نصب على المفعوليّة، أي ايت وانظر انجراره إلى آخره.
قيل: «ويصرفه عن قرابة نبيّه» إشارة إلى أنّ القائل بغير ما هو الحقّ كالوقف خارج عن الدِّين. وقال برهان الفضلاء: إشارة إلى مدح سعيد الخادم القزويني ومثله، وذمّ أخيه ومثله، وإيمان سلمان ومثله.
وقيل: في هذا الحديث دلالة على فضل العجم على العرب.
وروى عليّ بن إبراهيم في تفسير قوله تعالى في سورة الشعراء: «وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ* فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ»۱ عن الصادق عليه السلام أنّه قال: «لو نزّل القرآن على العجم ما آمنت به العرب، وقد نزّل على العرب فآمنت به العجم».۲
وفي كتاب الغيبة للشيخ رحمة اللَّه عليه بإسناده عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: «اتّق العرب، فإنّ لهم جبر سوء، أما أنّه لم يخرج مع القائم عليه السلام منهم واحد».۳
ومن طريق العامّة عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله: «لو كان الدِّين بالثريّا لنالته رجال من فارس».۴
وفي رواية اُخرى: لمّا نزل قوله تعالى: «وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ»۵، قيل: مَن هم

1.الشعراء (۲۶): ۱۹۸ - ۱۹۹.

2.تفسير القمّي ، ج ۲ ، ص ۱۲۴ ؛ وعنه في البحار ، ج ۹ ، ص ۲۲۸ ، ح ۱۱۶.

3.الغيبة للطوسي ، ص ۴۷۶ ؛ وعنه في البحار ، ج ۵۲ ، ص ۳۳۳ ، ح ۶۲ ، وفيها ورد : «خبر سوء» بدل «جبر سوء».

4.جامع البيان للطبري ، ج ۲۶ ، ص ۸۶ ؛ سنن الترمذي ، ج ۵ ، ص ۶۰ ، ح ۳۳۱۴.

5.الجمعة (۶۲): ۳.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 105368
صفحه از 612
پرینت  ارسال به