117
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

«يا يَحْيى‏ خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَ آتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا»۱ .
فَلَمَّا بَلَغَ عِيسى‏ عليه السلام سَبْعَ سِنِينَ ، تَكَلَّمَ بِالنُّبُوَّةِ وَ الرِّسَالَةِ حِينَ أَوْحَى اللَّهُ تَعَالى‏ إِلَيْهِ ، فَكَانَ عِيسَى الْحُجَّةَ عَلى‏ يَحْيى‏ وَ عَلَى النَّاسِ أَجْمَعِينَ ، وَ لَيْسَ تَبْقَى الْأَرْضُ - يَا أَبَا خَالِدٍ - يَوْماً وَاحِداً بِغَيْرِ حُجَّةٍ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ مُنْذُ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عليه السلام ، وَ أَسْكَنَهُ الْأَرْضَ».
فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَ كَانَ عَلِيٌّ عليه السلام حُجَّةً مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ عَلى‏ هذِهِ الْأُمَّةِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ؟
فَقَالَ : «نَعَمْ ، يَوْمَ أَقَامَهُ لِلنَّاسِ ، وَ نَصَبَهُ عَلَماً ، وَ دَعَاهُمْ إِلى‏ وَلَايَتِهِ ، وَ أَمَرَهُمْ بِطَاعَتِهِ».
قُلْتُ : فَكَانَتْ‏۲ طَاعَةُ عَلِيٍّ عليه السلام وَاجِبَةً عَلَى النَّاسِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وَ بَعْدَ وَفَاتِهِ ؟
فَقَالَ : «نَعَمْ ، وَ لكِنَّهُ صَمَتَ ، فَلَمْ يَتَكَلَّمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وَ كَانَتِ الطَّاعَةُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله عَلى‏ أُمَّتِهِ وَ عَلى‏ عَلِيٍّ عليه السلام فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وَ كَانَتِ الطَّاعَةُ مِنَ اللَّهِ وَ مِنْ رَسُولِهِ عَلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ لِعَلِيٍّ عليه السلام بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وَ كَانَ عَلِيٌّ عليه السلام حَكِيماً عَلِيماً۳» .

هديّة:

في التفسير: (إنّي عبد اللَّه) في سورة مريم، يعني لا ابن اللَّه كقول النصارى فيه، واليهود في عزير، ولا عين اللَّه، كقول الصوفيّة القدريّة في كلّ موجود.
(وأسكنه الأرض) يؤيّد ما في الحديث أنّ خطبة آدم عليه السلام كانت قبل قيامه حجّة في الأرض.
(ولكنّه صمت) كنايةٌ عن عدم القيام بالأمر.
(بقوّة) في آية سورة مريم فسّر بِعلْمٍ من اللَّه، لا برأي من عندك.
(حكيماً عليماً) ناظرٌ إلى قوله تعالى في سورة الزخرف: «وَإِنَّهُ فِى أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِىٌّ حَكِيمٌ»۴، في التفسير عنهم عليهم السلام: «وأنّه - أي الصراط المستقيم في سورة فاتحة الكتاب -

1.مريم (۱۹) : ۱۲.

2.في الكافي المطبوع : «وكانت».

3.في الكافي المطبوع : «عالماً».

4.الزخرف (۴۳): ۴.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
116

الباب الحادي والتسعون‏ : بَابُ حَالَاتِ الْأَئِمَّةِ عليهم السلام فِي السِّنِ‏

وأحاديثه كما في الكافي ثمانية:

الحديث الأوّل‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ أبي خالد الْكُنَاسِيِّ ،۱قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام : أَ كَانَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ - حِينَ تَكَلَّمَ فِي الْمَهْدِ - حُجَّةَ اللَّهِ عَلى‏ أَهْلِ زَمَانِهِ ؟
فَقَالَ :
«كَانَ يَوْمَئِذٍ نَبِيّاً حُجَّةً لِلَّهِ‏۲ غَيْرَ مُرْسَلٍ ؛ أَ مَا تَسْمَعُ لِقَوْلِهِ حِينَ قَالَ : «إِنِّى عَبْدُ اللَّهِ آتانِىَ الْكِتابَ وَ جَعَلَنِى نَبِيًّا * وَ جَعَلَنِى مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَ أَوْصانِى بِالصَّلاةِ وَ الزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا»۳» .
قُلْتُ : فَكَانَ يَوْمَئِذٍ حُجَّةً لِلَّهِ عَلى‏ زَكَرِيَّا فِي تِلْكَ الْحَالِ وَ هُوَ فِي الْمَهْدِ ؟
فَقَالَ : «كَانَ عِيسى‏ فِي تِلْكَ الْحَالِ آيَةً لِلنَّاسِ ، وَ رَحْمَةً مِنَ اللَّهِ لِمَرْيَمَ حِينَ تَكَلَّمَ ، فَعَبَّرَ عَنْهَا ، وَ كَانَ نَبِيّاً حُجَّةً عَلى‏ مَنْ سَمِعَ كَلَامَهُ فِي تِلْكَ الْحَالِ ، ثُمَّ صَمَتَ فَلَمْ يَتَكَلَّمْ حَتّى‏ مَضَتْ لَهُ سَنَتَانِ ، وَ كَانَ زَكَرِيَّا الْحُجَّةَ لِلَّهِ - عَزَّ وَ جَلَّ - عَلَى النَّاسِ بَعْدَ صَمْتِ عِيسى‏ بِسَنَتَيْنِ ، ثُمَّ مَاتَ زَكَرِيَّا ، فَوَرِثَهُ ابْنُهُ يَحْيَى الْكِتَابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ هُوَ صَبِيٌّ صَغِيرٌ ؛ أَ مَا تَسْمَعُ لِقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ :

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن يزيد الكناسي».

2.في الكافي المطبوع : «حجةَ اللَّهِ».

3.مريم (۱۹) : ۳۰ - ۳۱.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 105230
صفحه از 612
پرینت  ارسال به