عندنا عليّ بن أبي طالب».
و«الحكيم» دلالة على أنّ المراد بعليّ في الآية الشخص المسمّى بعليّ، وفي بعض النسخ - كما ضبط برهان الفضلاء سلّمه اللَّه تعالى - : «حليماً عالماً»، قال: يعني عاقلاً غير متجاوز عن أدبه في خدمة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله بالتكلّم معه والقيام بالأمر في حياته صلى اللَّه عليه وآله.
قد تكرّرت في أبواب الكافي طائفة من أحاديث هذا الباب بمضمونها.
الحديث الثاني
۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ ابْنِ عِيسى ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ،۱قَالَ : قُلْتُ لِلرِّضَا عليه السلام : قَدْ كُنَّا نَسْأَلُكَ قَبْلَ أَنْ يَهَبَ اللَّهُ لَكَ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام ، فَكُنْتَ تَقُولُ : «يَهَبُ اللَّهُ لِي غُلَاماً» فَقَدْ وَهَبَهُ۲ اللَّهُ لَكَ ، فَأَقَرَّ۳ عُيُونُنَا ، فَلَا أَرَانَا اللَّهُ يَوْمَكَ ، فَإِنْ كَانَ كَوْنٌ فَإِلى مَنْ ؟ فَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلى أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام وَ هُوَ قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيْهِ .
فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، هذَا ابْنُ ثَلَاثِ سِنِينَ ؟! فَقَالَ۴ : «وَ مَا يَضُرُّهُ مِنْ ذلِكَ۵ ؛ فَقَدْ۶ قَامَ عِيسى عليه السلام بِالْحُجَّةِ وَ هُوَ ابْنُ ثَلَاثِ سِنِينَ» .
هديّة:
يعني لا يضرّ سنُّه حجّيتَه مع الصمت. وأمّا الحجّة الناطق، فلا يكون بعد الحسنين عليهما السلام في أقلّ من خمس سنين، كما مضى في حديث زياد بن أبي الحلال في باب الإشارة والنصّ على الحسن بن عليّ عليهما السلام، فلا إشكال. وكان الجواد عليه السلام حجّة ناطقاً بعد الخمس، وهو ابن ستّ سنين على قولٍ ، وابن سبع سنين بزيادة خمسة أشهر على
1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن صفوان بن يحيى».
2.في الكافي المطبوع : «وهب».
3.في الكافي المطبوع : «فقرّ».
4.في الكافي المطبوع : «قال».
5.في الكافي المطبوع : + «شيء».
6.في الكافي المطبوع : «قد».