وَ تَعَالى - بَعَثَ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ عليهما السلام رَسُولًا نَبِيّاً ، صَاحِبَ شَرِيعَةٍ مُبْتَدَأَةٍ ، فِي أَصْغَرَ مِنَ السِّنِّ الَّذِي فِيهِ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام» .
هديّة:
(رسولاً نبيّاً) أي صاحب الرسالة بعد النبوّة. وقد مرّ أنّ عيسى عليه السلام صار رسولاً وهو ابن سبع سنين، وأنّه كان حجّة صامتاً حتّى بلغ سبع سنين، وحجّة على الخصوص قبل ذلك، وناطقاً على العموم بعد ذلك. وهذا الحديث شاهد للقول الأشهر في حجّية الجواد عليه السلام ناطقاً،۱ وقد عرفت آنفاً.
الحديث السابع
۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ۲، قَالَ : رَأَيْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام - وَ قَدْ خَرَجَ عَلَيَّ - فَأَخَذْتُ النَّظَرَ إِلَيْهِ ، وَ جَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلى رَأْسِهِ وَ رِجْلَيْهِ ، لِأَصِفَ قَامَتَهُ لِأَصْحَابِنَا بِمِصْرَ ، فَبَيْنَا أَنَا كَذلِكَ حَتّى قَعَدَ ، فَقَالَ : «يَا عَلِيُّ ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالى احْتَجَّ فِي الْإِمَامَةِ بِمِثْلِ مَا احْتَجَّ بِهِ فِي النُّبُوَّةِ ، فَقَالَ : «وَ آتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا» ؛ «وَ لَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ»؛ «وَ بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً» فَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يُؤْتَى الْحِكْمَةَ۳ وَ هُوَ صَبِيٌّ ، وَ يَجُوزُ أَنْ يُؤْتَاهَا وَ هُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً» .
هديّة:
(وقد خرج عليّ). لعلّ المعنى: وقد خرج من خيمته قاصداً لقائي. وقال برهان الفضلاء: يعني من بيته عند وصولي إلى بابه قاصداً لقائه. و(حتّى قعد) مؤيّداً لما قلنا.
الحديث الثامن
۰.روى في الكافي عَنْ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ عَلِيُّ بْنُ حَسَّانَ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام : يَا سَيِّدِي ، إِنَّ النَّاسَ يُنْكِرُونَ عَلَيْكَ حَدَاثَةَ سِنِّكَ ، فَقَالَ : «وَ مَا يُنْكِرُونَ مِنْ ذلِكَ؟ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ؟ لَقَدْ