125
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

واُخرى بعد مماته بحضوره بطيّ الأرض، وكذا يوشع غسّل موسى بحضوره التّيه بطيّ الأرض وقد كان أوصى إليه من قبل.
وقد روى الصدوق رحمة اللَّه عليه في كتاب عرض المجالس بإسناده عن محمّد بن عمارة، عن أبيه قال: قلت للصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام: أخبرني بوفاة موسى بن عمران، فقال له: «إنّه لمّا أتاه أجله واستوفى مدّته وانقطع أكله أتاه ملك الموت، فقال له: السلام عليك يا كليم اللَّه، فقال موسى: وعليك السلام، مَن أنت؟ قال: أنا ملك الموت، قال: ما الذي جاء بك؟ قال: جئت لأقبض روحك، فقال له موسى‏ عليه السلام: من أين تقبض روحي؟ قال: من فمك، قال له موسى: كيف وقد كلّمت به ربّي جلّ جلاله؟ قال: فمن يديك، قال: كيف وقد حملت بهما التوراة؟ قال: فمن رجليك، قال: كيف وقد وطئت بهما إلى طور سيناء؟ قال: فمن عينيك، قال: كيف ولم تزل إلى ربّي بالرجاء ممدودة؟ قال: فمن اُذنيك، قال: كيف وقد سمعت بهما كلام ربّي جلّ وعزّ؟ قال: فأوحى اللَّه إلى ملك الموت أن لا يقبض روحه حتّى يكون هو الذي يريد ذلك، وخرج ملك الموت، فمكث موسى‏ عليه السلام ما شاء اللَّه أن يمكث بعد ذلك، ودعى يوشع بن نون، فأوصى إليه وأمره بكتمان أمره، وبأن يوصي بعده إلى من يقوم بالأمر، وغاب موسى عن قومه، فمرَّ في غيبته برجل يحفر قبراً، فقال له: ألا أعينك على حفر هذا القبر، فقال له الرجل: بلى، فأعانه حتّى حفر القبر وسوّى اللّحد، ثمّ اضطجع فيه موسى بن عمران لينظر كيف هو ، فكشف له عن الغطاء، فرأى مكانه من الجنّة، فقال: ياربّ اقبضني إليك، فقبض ملك الموت روحه مكانه، ودفنه في القبر وسوّى عليه التراب، وكان الذي يحفر القبر ملك في صورة بشر وكان ذلك في التيه، فصاح صائحٌ من السماء: مات موسى بن عمران كليم اللَّه فَأَيُ‏۱ نفسٍ لا تموت».۲

1.في «د» : «وأيّ».

2.الأمالي للصدوق ، ص ۲۳۲ ، المجلس ۴۱ ، ح ۲.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
124

قيل: قوله: «أقول لهم: أنا غسّلته» يعني بدون ذكر المكان، «قال: نعم» يعني قُل: إمامي غسّله بدون ذكر المكان.
ليس في عدّة نسخ معتبرة - منها نسخة برهان الفضلاء - : (لا هكذا) بين (قال)و(فقلت).
و(قال ) حاصل جواب الإمام عليه السلام أنّه قُل: غسّله إمامي في المدينة في حياته قبل أن أشخص إلى العراق، كما مرّ في باب الإشارة والنصّ على أبي الحسن الرضا عليه السلام، فإنّه كاف للجواب. وقيل: يعني قل لهم: مولاي غسّله بطيّ الأرض، كما هو الحقّ.
و«التّخم» بالفتح: منتهى كلّ قرية أو أرض، والجمع: تخوم، كفلس وفلوس.

الحديث الثاني‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ ،۱عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ الرِّضَا عليه السلام عَنِ الْإِمَامِ يَغْسِلُهُ الْإِمَامُ ؟ قَالَ : «سُنَّةُ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ عليه السلام» .

هديّة:

في بعض النسخ بزيادة «ما تدرون من حضر» بين (قال) و(سنّة موسى بن عمران عليه السلام).
حاصل السؤال: أنّ هذا حقّ أم لا؟. وحاصل الجواب: أنّ يوشع بن نون حضر بطيّ الأرض البادية بإذن اللَّه، فغسّل موسى‏ عليه السلام. وقال برهان الفضلاء: حاصل الجواب: أنّ ذلك حقّ وكان في شريعة موسى ولم ينسخ بعد. قال: أو المراد أنّ جبرئيل عليه السلام غسّل أبي عليه السلام كما غسّل موسى‏ عليه السلام. وقال بعض المعاصرين: يظهر من هذا الخبر أنّ يوشع غسّل موسى في حياته.۲ فلعلّ الرضا عليه السلام غسّل أباه عليه السلام في حياته.
أقول: والذي ظهر لي من الأخبار أنّ الرضا عليه السلام غسّل أباه عليهما السلام مرّة في حياته كما مرّ،

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن محمّد بن جمهور».

2.الوافي ، ج ۳ ، ص ۶۶۶ ، ذيل الحديث ۱۲۷۰.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 105309
صفحه از 612
پرینت  ارسال به