127
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

وقال بعض المعاصرين: يظهر من هذا الحديث أنّ غاسله عليه السلام كان جبرئيل مع الملائكة؛ لما ورد أنّه الذي حضر يوسف في الجبّ، ثمّ قال: ولا ينافي هذا الخبرُ الخبرَ السابق؛ لإمكان وقوع الغسل مرّتين في الحياة وبعد الممات.۱
أقول: الظاهر ما قلناه آنفاً من أنّ «الذين» وصف ل «من» في «ممّن»، و«خير» إشارة إلى نفسه عليه السلام، يعني لعلّه قد حضره من هو خيرٌ من الملائكة الذين حضروا يوسف عليه السلام في الجبّ، والنصوص بما عرفت شهادتها لنا أظهر.

1.الوافي ، ج ۳ ، ص ۶۶۶ ، ذيل الحديث ۱۲۶۹.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
126

قوله عليه السلام: «لمّا أتاه أجله» أي المعلّق، دون المسمّى المحتوم.
«ودفنه في القبر» لعلّ المعنى بدليل قوله : «ودعى يوشع بن نون، فأوصى إليه» أنّه دفنه مع يوشع بعد حضوره بطيّ الأرض وتغسيله إيّاه.
«وأمره بكتمان أمره» أي أمر يوشع عند افتراق الاُمّة بعد موسى‏ عليه السلام على إحدى وسبعين فرقة، كافتراق النصارى بعد عيسى عليه السلام على اثنتين وسبعين فرقة: وهذه الاُمّة على ثلاث وسبعين فرقة إحداها ناجية والباقية باغية هالكة، وأسوأهم كفراً الصوفيّة القدريّة.

الحديث الثالث‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ ،۱عَنْ يُونُسَ ، عَنْ طَلْحَةَ ، قَالَ : قُلْتُ لِلرِّضَا عليه السلام : إِنَّ الْإِمَامَ لَا يَغْسِلُهُ إِلَّا الْإِمَامُ ؟ فَقَالَ : «أَ مَا تَدْرُونَ مَنْ حَضَرَ ؟ لَعَلَّهُ قَدْ حَضَرَهُ خَيْرٌ مِمَّنْ غَابَ عَنْهُ ، الَّذِينَ حَضَرُوا يُوسُفَ فِي الْجُبِّ حِينَ غَابَ عَنْهُ أَبَوَاهُ وَ أَهْلُ بَيْتِهِ» .

هديّة:

(من حضر) على المعلوم أو خلافه، فإنّ «حضر» كنصر وعلم، يتعدّى ولا يتعدّى؛ قاله في القاموس.۲ وضمير (لعلّه) للشأن أو للمفهوم من السياق، يعني الكاظم عليه السلام، كالبارز في (حضره).
(ممّن غاب عنه) أي من هو خيرٌ من الملائكة الذين حضروا يوسف عليه السلام في الجبّ.
وقال برهان الفضلاء:
يعني أما تدرون معنى «من حضر» على ما لم يسمّ فاعله بمعنى من احتضر، فإنّ المعنى حضور ملائكة الرحمة عنده إذا كان مؤمناً وملائكة العذاب إذا كان كافراً، فلعلّه حضره خير ممّن غاب عنه من الفريقين، وخيرهما ملائكة الرحمة الذين حضروا يوسف عليه السلام في الجبّ، ثمّ قال لهم: غسّلوه مرّة اُخرى بعد تغسيله في حياته عليه السلام في المدينة.

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «وعنه ، عن معلّى بن محمّد، عن محمّد بن جمهور».

2.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۰ (حضر).

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 105261
صفحه از 612
پرینت  ارسال به