قوله عليه السلام: «لمّا أتاه أجله» أي المعلّق، دون المسمّى المحتوم.
«ودفنه في القبر» لعلّ المعنى بدليل قوله : «ودعى يوشع بن نون، فأوصى إليه» أنّه دفنه مع يوشع بعد حضوره بطيّ الأرض وتغسيله إيّاه.
«وأمره بكتمان أمره» أي أمر يوشع عند افتراق الاُمّة بعد موسى عليه السلام على إحدى وسبعين فرقة، كافتراق النصارى بعد عيسى عليه السلام على اثنتين وسبعين فرقة: وهذه الاُمّة على ثلاث وسبعين فرقة إحداها ناجية والباقية باغية هالكة، وأسوأهم كفراً الصوفيّة القدريّة.
الحديث الثالث
۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ ،۱عَنْ يُونُسَ ، عَنْ طَلْحَةَ ، قَالَ : قُلْتُ لِلرِّضَا عليه السلام : إِنَّ الْإِمَامَ لَا يَغْسِلُهُ إِلَّا الْإِمَامُ ؟ فَقَالَ : «أَ مَا تَدْرُونَ مَنْ حَضَرَ ؟ لَعَلَّهُ قَدْ حَضَرَهُ خَيْرٌ مِمَّنْ غَابَ عَنْهُ ، الَّذِينَ حَضَرُوا يُوسُفَ فِي الْجُبِّ حِينَ غَابَ عَنْهُ أَبَوَاهُ وَ أَهْلُ بَيْتِهِ» .
هديّة:
(من حضر) على المعلوم أو خلافه، فإنّ «حضر» كنصر وعلم، يتعدّى ولا يتعدّى؛ قاله في القاموس.۲ وضمير (لعلّه) للشأن أو للمفهوم من السياق، يعني الكاظم عليه السلام، كالبارز في (حضره).
(ممّن غاب عنه) أي من هو خيرٌ من الملائكة الذين حضروا يوسف عليه السلام في الجبّ.
وقال برهان الفضلاء:
يعني أما تدرون معنى «من حضر» على ما لم يسمّ فاعله بمعنى من احتضر، فإنّ المعنى حضور ملائكة الرحمة عنده إذا كان مؤمناً وملائكة العذاب إذا كان كافراً، فلعلّه حضره خير ممّن غاب عنه من الفريقين، وخيرهما ملائكة الرحمة الذين حضروا يوسف عليه السلام في الجبّ، ثمّ قال لهم: غسّلوه مرّة اُخرى بعد تغسيله في حياته عليه السلام في المدينة.