129
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

- حِينَ سَقَطَ - وَاضِعاً يَدَيْهِ‏۱ عَلَى الْأَرْضِ ، رَافِعاً رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَأَخْبَرْتُهَا أَنَّ ذلِكَ أَمَارَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وَ أَمَارَةُ الْوَصِيِّ مِنْ بَعْدِهِ».
فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، وَ مَا هذَا مِنْ أَمَارَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وَ أَمَارَةِ الْوَصِيِّ مِنْ بَعْدِهِ ؟ فَقَالَ لِي : «إِنَّهُ لَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي عُلِقَ فِيهَا بِجَدِّي ، أَتى‏ آتٍ جَدَّ أَبِي بِكَأْسٍ فِيهِ شَرْبَةٌ أَرَقُّ مِنَ الْمَاءِ ، وَ أَلْيَنُ مِنَ الزُّبْدِ ، وَ أَحْلى‏ مِنَ الشَّهْدِ ، وَ أَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ ، وَ أَبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ ، فَسَقَاهُ إِيَّاهُ ، وَ أَمَرَهُ بِالْجِمَاعِ ، فَقَامَ ، فَجَامَعَ ، فَعُلِقَ بِجَدِّي .
وَ لَمَّا أَنْ كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي عُلِقَ فِيهَا بِأَبِي ، أَتى‏ آتٍ جَدِّي ، فَسَقَاهُ كَمَا سَقى‏ جَدَّ أَبِي ، وَ أَمَرَهُ بِمِثْلِ الَّذِي أَمَرَهُ ، فَقَامَ ، فَجَامَعَ ، فَعُلِقَ بِأَبِي .
وَ لَمَّا أَنْ كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي عُلِقَ فِيهَا بِي ، أَتى‏ آتٍ أَبِي ، فَسَقَاهُ بِمَا سَقَاهُمْ ، وَ أَمَرَهُ بِالَّذِي أَمَرَهُمْ بِهِ ، فَقَامَ ، فَجَامَعَ ، فَعُلِقَ بِي .
وَ لَمَّا أَنْ كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي عُلِقَ فِيهَا بِابْنِي ،۲ أَتَانِي آتٍ كَمَا أَتَاهُمْ ، فَفَعَلَ بِي كَمَا فَعَلَ بِهِمْ ، فَقُمْتُ بِعِلْمِ اللَّهِ ، وَ إِنِّي مَسْرُورٌ بِمَا يَهَبُ اللَّهُ لِي ، فَجَامَعْتُ ، فَعُلِقَ بِابْنِي هذَا الْمَوْلُودِ ، فَدُونَكُمْ ، فَهُوَ - وَ اللَّهِ - صَاحِبُكُمْ مِنْ بَعْدِي ؛ إِنَّ نُطْفَةَ الْإِمَامِ مِمَّا أَخْبَرْتُكَ ، وَ إِذَا سَكَنَتِ النُّطْفَةُ فِي الرَّحِمِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَ أُنْشِئَ فِيهَا الرُّوحُ ، بَعَثَ اللَّهُ - تَبَارَكَ وَ تَعَالى‏ - مَلَكاً ، يُقَالُ لَهُ : حَيَوَانُ ، فَكَتَبَ عَلى‏ عَضُدِهِ الْأَيْمَنِ : «وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ» وَ إِذَا وَقَعَ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ ، وَقَعَ وَاضِعاً يَدَيْهِ عَلَى الْأَرْضِ ، رَافِعاً رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَأَمَّا وَضْعُهُ يَدَيْهِ عَلَى الْأَرْضِ ، فَإِنَّهُ يَقْبِضُ كُلَّ عِلْمٍ لِلَّهِ أَنْزَلَهُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ، وَ أَمَّا رَفْعُهُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَإِنَّ مُنَادِياً يُنَادِي بِهِ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ مِنْ قِبَلِ رَبِّ الْعِزَّةِ مِنَ الْأُفُقِ الْأَعْلى‏ بِاسْمِهِ وَ اسْمِ أَبِيهِ يَقُولُ : يَا فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ ، اثْبُتْ تُثْبَتْ ، فَلِعَظِيمٍ مَا خَلَقْتُكَ ، أَنْتَ صَفْوَتِي مِنْ خَلْقِي ، وَ مَوْضِعُ سِرِّي ، وَ عَيْبَةُ عِلْمِي ، وَ أَمِينِي عَلى‏ وَحْيِي ، وَ

1.في الطبعة الجديدة من الكافي مستنداً بأكثر النسخ : «يده». واُريد بها الجنس.

2.في «الف» : + «هنا».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
128

الباب الثالث والتسعون‏ : بَابُ مَوَالِيدِ الْأَئِمَّةِ عليهم السلام‏

وأحاديثه كما في الكافي ثمانية:

الحديث الأوّل‏

۰.روى في الكافي بإسناده بطريقين عَنْ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ،۱قَالَ : حَجَجْنَا مَعَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فِي السَّنَةِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا ابْنُهُ مُوسى‏ عليه السلام ، فَلَمَّا نَزَلْنَا الْأَبْوَاءَ ، وَضَعَ لَنَا الْغَدَاءَ ، وَ كَانَ إِذَا وَضَعَ الطَّعَامَ لِأَصْحَابِهِ أَكْثَرَ وَ أَطَابَ ، قَالَ : فَبَيْنَا نَحْنُ نَأْكُلُ إِذْ أَتَاهُ رَسُولُ حَمِيدَةَ ، فَقَالَ لَهُ : إِنَّ حَمِيدَةَ تَقُولُ : قَدْ أَنْكَرْتُ نَفْسِي ، وَ قَدْ وَجَدْتُ مَا كُنْتُ أَجِدُ إِذَا حَضَرَتْ وِلَادَتِي ، وَ قَدْ أَمَرْتَنِي أَنْ لَا أَسْبِقَكَ‏۲بِابْنِكَ هذَا ، فَقَامَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، فَانْطَلَقَ مَعَ الرَّسُولِ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ ، قَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ : سَرَّكَ اللَّهُ ، وَ جَعَلَنَا فِدَاكَ ، فَمَا أَنْتَ صَنَعْتَ مِنْ حَمِيدَةَ ؟ قَالَ : «سَلَّمَهَا اللَّهُ ، وَ قَدْ وَهَبَ لِي غُلَاماً وَ هُوَ خَيْرُ مَنْ بَرَأَ اللَّهُ فِي خَلْقِهِ ، وَ لَقَدْ أَخْبَرَتْنِي حَمِيدَةُ عَنْهُ بِأَمْرٍ ظَنَّتْ أَنِّي لَا أَعْرِفُهُ ، وَ لَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمَ بِهِ مِنْهَا».
فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَمَا۳ الَّذِي أَخْبَرَتْكَ بِهِ حَمِيدَةُ عَنْهُ؟ قَالَ : «ذَكَرَتْ أَنَّهُ سَقَطَ مِنْ بَطْنِهَا

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عليّ بن محمّد ، عن عبد اللَّه بن إسحاق العلولي ، عن محمّد بن زيد الزاري ، عن محمّد بن سليمان الديلمي ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير» ؛ وبسند آخر في ذيل الحديث هكذا : «محمّد بن يحيى و أحمد بن محمّد، عن محمّد بن الحسين ، عن أحمد بن الحسن ، عن المختار بن زياد ، عن محمّد بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي بصير».

2.في الكافي المطبوع : «أستبقك».

3.في الكافي المطبوع : «و ما».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 105022
صفحه از 612
پرینت  ارسال به