133
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

أقول: قوله الأوّل ليس بشي‏ء، فإنّ إيلاج الروح إنّما هو بعد أربعة أشهر، وقد مرّ في الخبر السابق. وكذا قوله الثاني؛ لما مرّ من أنّه ماء أرقّ من الماء، وألين من الزبد، وأحلى من الشهد، وأبرد من الثلج، وأبيض من اللبن. وقوله الثالث بعيد جدّاً ، فكأنه رأى أنّ الحسين عليه السلام لم يكن له حدس وفراسة قبل مضيّ الحسن عليه السلام. وله مفاسد اُخر ظاهرة لمن ألقى السمع وهو شهيد.
وفي الخبر الآتي أنّ ذلك النور ملك موكّل بكلّ بلدة.
وقال برهان الفضلاء: المراد بالمنار أي محلّ النور هو القرآن، فرفعه عبارة عن رفع الحجاب عن علم القرآن له عليه السلام.

الحديث الثالث‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَن بزرج ، عَنْ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ ،۱قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ : «إِنَّ اللَّهَ - جَلَّ وَ عَزَّ - إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَ الْإِمَامَ مِنَ الْإِمَامِ بَعَثَ مَلَكاً ، فَأَخَذَ شَرْبَةً مِنْ‏۲تَحْتِ الْعَرْشِ ، ثُمَّ أَوْقَفَهَا۳ أَوْ دَفَعَهَا إِلَى الْإِمَامِ فَشَرِبَهَا ، فَيَمْكُثُ فِي الرَّحِمِ أَرْبَعِينَ يَوْماً لَا يَسْمَعُ الْكَلَامَ ، ثُمَّ يَسْمَعُ الْكَلَامَ بَعْدَ ذلِكَ ، فَإِذَا وَضَعَتْهُ أُمُّهُ ، بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ ذلِكَ الْمَلَكَ الَّذِي أَخَذَ الشَّرْبَةَ ، فَكَتَبَ عَلى‏ عَضُدِهِ الْأَيْمَنِ : «وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ» فَإِذَا قَامَ بِهذَا الْأَمْرِ ، رَفَعَ اللَّهُ لَهُ فِي كُلِّ بَلْدَةٍ مَنَاراً يَنْظُرُ بِهِ إِلى‏أَعْمَالِ الْعِبَادِ» .

هديّة:

فيه دلالة على أنّ أبا طالب كان من الأوصياء كما ورد في النصوص.
(أوقفها) أي عنده ليتناولها. والشكّ من الراوي.
ولا مانع من الكتابة بين العينين والعضد الأيمن أيضاً، أو بين الكتفين أيضاً؛ فلا منافاة.

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن حديد ، عن منصور بن يونس ، عن يونس بن ظبيان».

2.في الكافي المطبوع : + «ماء».

3.في الكافي المطبوع : «أوقعها».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
132

(زيارة الروح) من إضافة المصدر إلى الفاعل. وفي بعض النسخ : «زيادة الروح» بالدال. وهو تصحيف.

الحديث الثاني‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ ،۱عَنِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ : «إِنَّ اللَّهَ - تَبَارَكَ وَ تَعَالى‏ - إِذَا أَحَبَّ أَنْ يَخْلُقَ الْإِمَامَ ، أَمَرَ مَلَكاً ، فَأَخَذَ شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ تَحْتَ الْعَرْشِ ، فَيَسْقِيهَا أَبَاهُ ، فَمِنْ ذلِكَ يَخْلُقُ الْإِمَامَ ، فَيَمْكُثُ أَرْبَعِينَ يَوْماً وَ لَيْلَةً فِي بَطْنِ أُمِّهِ لَا يَسْمَعُ الصَّوْتَ ، ثُمَّ يَسْمَعُ بَعْدَ ذلِكَ الْكَلَامَ ، فَإِذَا وُلِدَ ، بَعَثَ ذلِكَ الْمَلَكَ ، فَيَكْتُبُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ : «وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ» فَإِذَا مَضَى الْإِمَامُ الَّذِي كَانَ قَبْلَهُ ، رُفِعَ لِهذَا مَنَارٌ مِنْ نُورٍ يَنْظُرُ بِهِ إِلى‏أَعْمَالِ الْخَلَائِقِ ؛ فَبِهذَا يَحْتَجُّ اللَّهُ عَلى‏ خَلْقِهِ» .

هديّة:

(من ماء تحت العرش) يحتمل الإضافة.
في بعض النسخ : «له» بدل (لهذا). والمراد ب (الخلائق) الذين في البلاد وإن كانوا غائبين بدليل الأخبار الآتية. (فبهذا) أي بمثل هذا الخلق من خلائقه.
وأحاديث الباب ردّ على الصوفيّة القدريّة المصرّحين في كتبهم بأنّ البشر لا يمكن وصوله في عوده إلى درجة الكمال في بدوه إلّا بالكسب بالرياضات الشاقّة ، وعدم السماع في الأربعين يوماً إنّما هو لحجابٍ عليه من اللَّه لحكمةٍ في علم اللَّه.
وقال بعض المعاصرين:
وإنّما لم يسمع الصوت قبل كمال الأربعين ليلة؛ لأنّه بعد في مقام البنات لم يلجه روح الحياة، ثمّ قال: ولعلّ الماء إشارة إلى أنّ مادّة الغذاء الذي يكون منه النطفة، ثمّ قال: ومنار النور عبارة عن حدسه وفراسته.۲

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن موسى بن سعدان ، عن عبد اللَّه بن القاسم».

2.الوافي ، ج ۳ ، ص ۶۸۷ ، ذيل ح ۱۲۹۱.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 105325
صفحه از 612
پرینت  ارسال به