أقول: قوله الأوّل ليس بشيء، فإنّ إيلاج الروح إنّما هو بعد أربعة أشهر، وقد مرّ في الخبر السابق. وكذا قوله الثاني؛ لما مرّ من أنّه ماء أرقّ من الماء، وألين من الزبد، وأحلى من الشهد، وأبرد من الثلج، وأبيض من اللبن. وقوله الثالث بعيد جدّاً ، فكأنه رأى أنّ الحسين عليه السلام لم يكن له حدس وفراسة قبل مضيّ الحسن عليه السلام. وله مفاسد اُخر ظاهرة لمن ألقى السمع وهو شهيد.
وفي الخبر الآتي أنّ ذلك النور ملك موكّل بكلّ بلدة.
وقال برهان الفضلاء: المراد بالمنار أي محلّ النور هو القرآن، فرفعه عبارة عن رفع الحجاب عن علم القرآن له عليه السلام.
الحديث الثالث
۰.روى في الكافي بإسناده عَن بزرج ، عَنْ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ ،۱قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ : «إِنَّ اللَّهَ - جَلَّ وَ عَزَّ - إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَ الْإِمَامَ مِنَ الْإِمَامِ بَعَثَ مَلَكاً ، فَأَخَذَ شَرْبَةً مِنْ۲تَحْتِ الْعَرْشِ ، ثُمَّ أَوْقَفَهَا۳ أَوْ دَفَعَهَا إِلَى الْإِمَامِ فَشَرِبَهَا ، فَيَمْكُثُ فِي الرَّحِمِ أَرْبَعِينَ يَوْماً لَا يَسْمَعُ الْكَلَامَ ، ثُمَّ يَسْمَعُ الْكَلَامَ بَعْدَ ذلِكَ ، فَإِذَا وَضَعَتْهُ أُمُّهُ ، بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ ذلِكَ الْمَلَكَ الَّذِي أَخَذَ الشَّرْبَةَ ، فَكَتَبَ عَلى عَضُدِهِ الْأَيْمَنِ : «وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ» فَإِذَا قَامَ بِهذَا الْأَمْرِ ، رَفَعَ اللَّهُ لَهُ فِي كُلِّ بَلْدَةٍ مَنَاراً يَنْظُرُ بِهِ إِلىأَعْمَالِ الْعِبَادِ» .
هديّة:
فيه دلالة على أنّ أبا طالب كان من الأوصياء كما ورد في النصوص.
(أوقفها) أي عنده ليتناولها. والشكّ من الراوي.
ولا مانع من الكتابة بين العينين والعضد الأيمن أيضاً، أو بين الكتفين أيضاً؛ فلا منافاة.