137
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

قَالَ : فَقَامَ ابْنُ فَضَّالٍ ، فَقَبَّلَ رَأْسَهُ ، وَ قَالَ : رَحِمَكَ اللَّهُ‏۱ أَبَا مُحَمَّدٍ ، لَا تَزَالُ تَجِي‏ءُ بِالْحَدِيثِ الْحَقِّ الَّذِي يُفَرِّجُ اللَّهُ بِهِ عَنَّا.

هديّة:

(جلوساً): جمع جالس، واستعماله في اثنين مستقيم، وفي الحديث - كما سيجي‏ء في أبواب الحيض - : «سنّ لها الأقراء وأدناه حيضتان».۲ ويحتمل أن يكون هنا للإيماء إلى حضور غيرهما معهما.
وفي بعض النسخ - كما ضبط بعض المعاصرين - : «بالحديث الذي يفرّج اللَّه به الحقّ عنّا»، فقال في بيانه: ضمّن «التفريج» معنى التحقيق، تقديره: يفرّج اللَّه به عنّا بتحقيقه الحقّ بالحديث. وقيل: والأولى على هذه النسخة أن يُقال: يعني يكشف اللَّه به ما يحجب الحقّ عنّا.

الحديث الثامن‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ زُرَارَةَ ،۳عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ : «لِلْإِمَامِ عَشْرُ عَلَامَاتٍ : يُولَدُ مُطَهَّراً مَخْتُوناً ؛ وَ إِذَا وَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ ، وَقَعَ عَلى‏ رَاحَتَيْهِ ، رَافِعاً صَوْتَهُ بِالشَّهَادَتَيْنِ ؛ وَ لَا يُجْنِبُ ؛ وَ تَنَامُ عَيْنُهُ وَ لَا يَنَامُ قَلْبُهُ ؛ وَ لَا يَتَثَاءَبُ وَ لَا يَتَمَطّى‏ ؛ وَ يَرى‏ مِنْ خَلْفِهِ كَمَا يَرى‏ مِنْ أَمَامِهِ ؛ وَنَجْوُهُ كَرَائِحَةِ الْمِسْكِ ؛ وَ الْأَرْضُ مُوَكَّلَةٌ بِسَتْرِهِ وَ ابْتِلَاعِهِ ؛ وَ إِذَا لَبِسَ دِرْعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، كَانَتْ عَلَيْهِ وَفْقاً ، وَ إِذَا لَبِسَهَا غَيْرُهُ مِنَ النَّاسِ - طَوِيلِهِمْ وَ قَصِيرِهِمْ - زَادَتْ عَلَيْهِ شِبْراً ؛ وَ هُوَ مُحَدَّثٌ إِلى‏ أَنْ تَنْقَضِيَ أَيَّامُهُ» .

هديّة:

(مطهّراً) من الأخباث، أو المراد أنّه معصوم من حين الولادة. وقال برهان الفضلاء:

1.في الكافي المطبوع : + «يا».

2.الكافي، ج ۳ ، ص ۸۸ ، باب جامع في الحائض والمستحاضة ، ح ۱ ؛ وفي الطبعة الجديدة ، ج ۵ ، ص ۲۴۸ ، ح ۴۱۸۰.

3.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عليّ بن محمّد ، عن بعض أصحابنا ، عن ابن أبي عمير ، عن حريز ، عن زرارة».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
136

فعلٍ بيده. وقال بعض المعاصرين: لعلّه كناية عن إضاءتهما ولَمَعَانِهما وبَريقهما.۱والصوفيّة لابتناء أكثر مقالاتهم على اُصول الفلاسفة المنكرين لجسميّة الملائكة ، لو لم يقولوا بسيلان الذهب من يد المعصوم بإذن من هو على كلّ شي‏ء قدير، فلا تعجب.
و«الاعلاق»: جمع علقة، والمراد السلالة. وقال برهان الفضلاء: و«الاعلاق»: جمع علق بالتحريك، أي النفيس الذي يعقد عليه القلب.

الحديث السادس‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ،۲قَالَ : رَوى‏ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِنَا أَنَّهُ قَالَ : «لَا تَتَكَلَّمُوا فِي الْإِمَامِ ؛ فَإِنَّ الْإِمَامَ يَسْمَعُ الْكَلَامَ وَ هُوَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ ، فَإِذَا وَضَعَتْهُ ، كَتَبَ الْمَلَكُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ : «وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ» فَإِذَا قَامَ بِالْأَمْرِ ، رُفِعَ لَهُ فِي كُلِّ بَلْدَةٍ مَنَارٌ يَنْظُرُ مِنْهُ إِلى‏ أَعْمَالِ الْعِبَادِ» .

هديّة:

(إنّه قال) يعني الصادق عليه السلام؛ صرّح به برهان الفضلاء.
(لا تتكلّموا في الإمام) يعني في عظم شأنه وقدر معرفته، وشأنه أرفع من أن تناله عقول الرعيّة وهو صفوة اللَّه عزّ وجلّ.

الحديث السابع‏

۰.روى في الكافي عَنْ عَلِيٍّ، عَنْ العُبَيْدي ، قَالَ : كُنْتُ أَنَا وَ ابْنُ فَضَّالٍ جُلُوساً إِذْ أَقْبَلَ يُونُسُ ، فَقَالَ : دَخَلْتُ عَلى‏ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه السلام ، فَقُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، قَدْ أَكْثَرَ النَّاسُ فِي الْعَمُودِ ، قَالَ : فَقَالَ لِي : «يَا يُونُسُ ، مَا تَرَاهُ ؟ أَ تَرَاهُ عَمُوداً مِنْ حَدِيدٍ يُرْفَعُ لِصَاحِبِكَ؟» .
قَالَ : قُلْتُ : مَا أَدْرِي ، قَالَ : «لكِنَّهُ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِكُلِّ بَلْدَةٍ ، يَرْفَعُ اللَّهُ بِهِ أَعْمَالَ تِلْكَ الْبَلْدَةِ».

1.الوافي ، ج ۳ ، ص ۶۹۰ ، ذيل ح ۱۲۹۶.

2.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن حديد ، عن جميل بن درّاج».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 105268
صفحه از 612
پرینت  ارسال به