141
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

نَوَّرَهُ ؛ وَ إِنَّ فِي حَافَتَيِ النَّهَرِ رُوحَيْنِ مَخْلُوقَيْنِ : رُوحُ الْقُدُسِ ، وَ رُوحٌ مِنْ أَمْرِهِ ؛ وَ إِنَّ لِلَّهِ عَشْرَ طِينَاتٍ : خَمْسَةٌ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَ خَمْسَةٌ مِنَ الْأَرْضِ» ، فَفَسَّرَ الْجِنَانَ ، وَ فَسَّرَ الْأَرْضَ .
ثُمَّ قَالَ : «مَا مِنْ نَبِيٍّ وَ لَا مَلَكٍ مِنْ بَعْدِهِ جَبَلَهُ إِلَّا نَفَخَ فِيهِ مِنْ إِحْدَى الرُّوحَيْنِ ، وَ جَعَلَ النَّبِيَّ مِنْ إِحْدَى الطِّينَتَيْنِ» .
قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ عليه السلام : مَا الْجَبْلُ؟
قَالَ‏۱ : «الْخَلْقُ غَيْرَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَ جَلَّ - خَلَقَنَا مِنَ الْعَشْرِ طِينَاتٍ ، وَ نَفَخَ فِينَا مِنَ الرُّوحَيْنِ جَمِيعاً ، فَأَطْيِبْ بِهَا طِيباً» .
وَ رَوى‏ غَيْرُهُ عَنْ أَبِي الصَّامِتِ ، قَالَ : طِينُ الْجِنَانِ : جَنَّةُ عَدْنٍ ، وَ جَنَّةُ الْمَأْوى‏ ، وَ النَّعِيمِ ، وَ الْفِرْدَوْسُ ، وَ الْخُلْدُ ؛ وَ طِينُ الْأَرْضِ : مَكَّةُ ، وَ الْمَدِينَةُ ، وَ الْكُوفَةُ ، وَ بَيْتُ الْمَقْدِسِ ، وَ الْحَائِرُ .

هديّة:

(نورٌ نوّره) خبر موصوف بجملة فعلها على المعلوم من التفعيل، ودلالة على جعل البسيط. وأرجع برهان الفضلاء البارز إلى (النهر)، أي صيّره مضيئاً. وقرأ بعض المعاصرين : «نور نوره» بإضافة النور إلى النور، فقال:
كأنّه شبّه العلم وهو مادّة حياة الروح بالنهر، وهو مادّة حياة الجسم، فعبّر عن علم المعصوم بالنور، وعن علم شيعته بنور النور؛ لأنّه من شعاعه، وكما أنّ حافّتي النهر يحفظان الماء ويحيطان به ليجري إلى مستقرّه، كذلك الروحان يحفظان العلم ويحيطان به ليجري به إلى مستقرّه. انتهى.۲
و«الحافة» بالتخفيف: جانب الوادي والنهر. وضبط برهان الفضلاء بتشديد الفاء، ولم يوقف على مأخذه.
واللام في (للَّه) للاختصاص شرفاً.

1.في الكافي المطبوع : «فقال».

2.الوافي ، ج ۳ ، ص ۶۸۶ ، ذيل ح ۱۲۹۰.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
140

الحديث الثاني‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ عِمْرَانَ بْنِ إِسْحَاقَ الزَّعْفَرَانِيِّ ،۱عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَنَا مِنْ نُورِ عَظَمَتِهِ ، ثُمَّ صَوَّرَ خَلْقَنَا مِنْ طِينَةٍ مَخْزُونَةٍ مَكْنُونَةٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ ، فَأَسْكَنَ ذلِكَ النُّورَ فِيهِ ، فَكُنَّا نَحْنُ خَلْقاً وَ بَشَراً نُورَانِيِّينَ ، لَمْ يَجْعَلْ لِأَحَدٍ فِي مِثْلِ الَّذِي خَلَقَنَا مِنْهُ نَصِيباً ، وَ خَلَقَ أَرْوَاحَ شِيعَتِنَا مِنْ طِينَتِنَا ، وَ أَبْدَانَهُمْ مِنْ طِينَةٍ مَخْزُونَةٍ مَكْنُونَةٍ أَسْفَلَ مِنْ تِلْكَ الطِّينَةِ ، وَ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لِأَحَدٍ فِي مِثْلِ الَّذِي خَلَقَهُمْ مِنْهُ نَصِيباً إِلَّا لِلْأَنْبِيَاءِ ، وَ لِذلِكَ صِرْنَا نَحْنُ وَ هُمُ النَّاسَ ، وَ صَارَ سَائِرُ النَّاسِ هَمَجاً لِلنَّارِ وَ إِلَى النَّارِ» .

هديّة:

(وخلق أرواح شيعتنا من طينتنا) لعلّ المراد طينة أبدانهم المثاليّة المخلوقة قبل أجسادهم الجسمانيّة. وقد ذكرت فيما سبق أنّ ظنّي أنّ أفاعيل أمير المؤمنين عليه السلام قبل تولّده - كما وردت به النصوص المستفيضة - إنّما هي ببدنه المثالي، وأنّ إفطاره عليه السلام في ليلة واحدةٍ في عدّة مواضعَ بتعدّد ذلك البدن وكشف الغطاء عنها.
و«الهمج» محرّكة: ذباب صغير كالبعوض يسقط على وجوه الدوابّ. قيل: والتشبيه لازدحامهم وهجومهم دفعة على كلّ ناعق وسقوطهم دفعة في النار. وقرأ برهان الفضلاء : «همجاً» بضمّتين، جمع هامج، بمعنى المتروك الساقط عن درجة الاعتبار.

الحديث الثالث‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَطِيَّةَ ،۲عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ رَفَعَهُ إِلى‏ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام ، قَالَ : قَالَ‏۳: «إِنَّ لِلَّهِ نَهَراً دُونَ عَرْشِهِ ، وَ دُونَ النَّهَرِ الَّذِي دُونَ عَرْشِهِ نُورٌ

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن محمّد بن شعيب ، عن عمران بن إسحاق الزعفراني».

2.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عليّ بن إبراهيم ، عن عليّ بن حسّان ؛ ومحمّد بن يحيى ، عن سلمة بن الخطّاب وغيره ، عن عليّ بن الحسّان ، عن عليّ بن عطيّة».

3.في الكافي المطبوع : + «أمير المؤمنين عليه السلام».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 118871
صفحه از 612
پرینت  ارسال به