الحديث الثاني
۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ عِمْرَانَ بْنِ إِسْحَاقَ الزَّعْفَرَانِيِّ ،۱عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَنَا مِنْ نُورِ عَظَمَتِهِ ، ثُمَّ صَوَّرَ خَلْقَنَا مِنْ طِينَةٍ مَخْزُونَةٍ مَكْنُونَةٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ ، فَأَسْكَنَ ذلِكَ النُّورَ فِيهِ ، فَكُنَّا نَحْنُ خَلْقاً وَ بَشَراً نُورَانِيِّينَ ، لَمْ يَجْعَلْ لِأَحَدٍ فِي مِثْلِ الَّذِي خَلَقَنَا مِنْهُ نَصِيباً ، وَ خَلَقَ أَرْوَاحَ شِيعَتِنَا مِنْ طِينَتِنَا ، وَ أَبْدَانَهُمْ مِنْ طِينَةٍ مَخْزُونَةٍ مَكْنُونَةٍ أَسْفَلَ مِنْ تِلْكَ الطِّينَةِ ، وَ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لِأَحَدٍ فِي مِثْلِ الَّذِي خَلَقَهُمْ مِنْهُ نَصِيباً إِلَّا لِلْأَنْبِيَاءِ ، وَ لِذلِكَ صِرْنَا نَحْنُ وَ هُمُ النَّاسَ ، وَ صَارَ سَائِرُ النَّاسِ هَمَجاً لِلنَّارِ وَ إِلَى النَّارِ» .
هديّة:
(وخلق أرواح شيعتنا من طينتنا) لعلّ المراد طينة أبدانهم المثاليّة المخلوقة قبل أجسادهم الجسمانيّة. وقد ذكرت فيما سبق أنّ ظنّي أنّ أفاعيل أمير المؤمنين عليه السلام قبل تولّده - كما وردت به النصوص المستفيضة - إنّما هي ببدنه المثالي، وأنّ إفطاره عليه السلام في ليلة واحدةٍ في عدّة مواضعَ بتعدّد ذلك البدن وكشف الغطاء عنها.
و«الهمج» محرّكة: ذباب صغير كالبعوض يسقط على وجوه الدوابّ. قيل: والتشبيه لازدحامهم وهجومهم دفعة على كلّ ناعق وسقوطهم دفعة في النار. وقرأ برهان الفضلاء : «همجاً» بضمّتين، جمع هامج، بمعنى المتروك الساقط عن درجة الاعتبار.
الحديث الثالث
۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَطِيَّةَ ،۲عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ رَفَعَهُ إِلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام ، قَالَ : قَالَ۳: «إِنَّ لِلَّهِ نَهَراً دُونَ عَرْشِهِ ، وَ دُونَ النَّهَرِ الَّذِي دُونَ عَرْشِهِ نُورٌ
1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن محمّد بن شعيب ، عن عمران بن إسحاق الزعفراني».
2.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عليّ بن إبراهيم ، عن عليّ بن حسّان ؛ ومحمّد بن يحيى ، عن سلمة بن الخطّاب وغيره ، عن عليّ بن الحسّان ، عن عليّ بن عطيّة».
3.في الكافي المطبوع : + «أمير المؤمنين عليه السلام».