143
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

فَقُلُوبُهُمْ تَهْوِي إِلَيْنَا ؛ لِأَنَّهَا خُلِقَتْ مِمَّا خُلِقْنَا». ثُمَّ تَلَا هذِهِ الْآيَةَ : «كَلّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِى عِلِّيِّينَ * وَ ما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ * كِتابٌ مَرْقُومٌ * يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ» .
«وَ خَلَقَ عَدُوَّنَا مِنْ سِجِّينٍ ، وَ خَلَقَ قُلُوبَ شِيعَتِهِمْ مِمَّا خَلَقَهُمْ مِنْهُ ، وَ أَبْدَانَهُمْ مِنْ دُونِ ذلِكَ ؛ فَقُلُوبُهُمْ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ؛ لِأَنَّهَا خُلِقَتْ مِمَّا خُلِقُوا مِنْهُ». ثُمَّ تَلَا هذِهِ الْآيَةَ : «كَلّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِى سِجِّين * وَ ما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ * كِتابٌ مَرْقُومٌ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبينَ» .

هديّة:

الآيتان في سورة المطفّفين.۱
و(كتاب الأبرار) فسّر بصحائف أعمالهم، ومن الاعتقادات اللازمة في الدِّين الإيمان بتطاير الكتب المحسوسة بحاسّة العين يوم القيامة، قال اللَّه تعالى في سورة التكوير: «وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ»۲ وقال سبحانه في سورة بني إسرائيل: «وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِى عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً»۳، وقال بعض المعاصرين:
الأفاعيل المتكرّرة والاعتقادات الراسخة في النفوس هي بمنزلة النقوش الكتابيّة في الألواح، وهذه الألواح النفسيّة يُقال لها: صحائف الأعمال، ثمّ قال: فقد أوتي كتابه بيمينه، يعني من جانبه الأقوى الروحاني. وفقد اُوتي كتابه بشماله، يعني من جانبه الأضعف الجسماني.۴

1.المطفّفين (۸۳) : ۷ - ۱۰.

2.التكوير (۸۱): ۱۰.

3.الإسراء (۱۷): ۱۳.

4.الوافي ، ج ۴ ، ص ۳۰ ، ذيل ح ۱۶۴۷.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
142

(ففسّر) كلام عليّ بن رئاب، والمستتر لأمير المؤمنين عليه السلام كما في (قال).
(ما من نبيّ ولا ملك) الظاهر ملك بفتحتين. وقرأ برهان الفضلاء: «ملك» بكسر اللام، قال: يعني ولا إمام وقد مرَّ تفسير «الملك العظيم» في قوله تعالى: «آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظيماً»۱ بالإمامة وافتراض الطاعة. ثمّ قال: والبارز في «جبله» - على المعلوم من باب نصر وضرب للملك أي خلقه اللَّه.
(إلّا نفخ فيه من إحدى الروحين) يعني روح القدس، والروح من أمره وقد مرّ فرقهما بالاشتراك والاختصاص، ولم يذكر الملك بعد.
(وجعل النبيّ) إشارةٌ إلى أنّ أوصياء غير نبيّنا صلى اللَّه عليه وآله كانوا أنبياء أيضاً.
والمراد ب (إحدى الطينتين) طينة الجنّة إن كان المراد بالجعل خلق أرواح الأنبياء، وطينة الأرض إن كان المراد به خلق أبدانهم.
(قلت لأبي الحسن الأوّل عليه السلام - إلى قوله : - طيباً) كلامُ عليّ بن رئاب.
(ما الجَبْل) على المصدر.
(فأطيب بها طيباً) على صيغة فعل التعجّب للمبالغة في الطيّب، كما قرأ برهان الفضلاء على الأمر من الإفعال، وقال: «أطيب» على صيغة الأمر من باب الإفعال، صيغة للتعجّب بها، أي بروح أهل البيت عليهم السلام، «طيباً» نصب على المفعول المطلق للنوع.
(وروى غيره) قيل: كلام ثقة الإسلام أو ابن عطيّة، وقال برهان الفضلاء: هو كلام عليّ بن عطيّة، والبارز لعليّ بن رئاب وأبو الصامت الحلواني من رجال الباقر والصادق عليهما السلام.

الحديث الرابع‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ ،۲قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ : «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَنَا مِنْ أَعْلى‏ عِلِّيِّينَ ، وَ خَلَقَ قُلُوبَ شِيعَتِنَا مِمَّا خَلَقَنَا ، وَ خَلَقَ أَبْدَانَهُمْ مِنْ دُونِ ذلِكَ ؛

1.النساء (۴) : ۵۴.

2.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن خالد ، عن أبي نهشل ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن أبي جعفر الثمالي».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 105280
صفحه از 612
پرینت  ارسال به