فَقُلُوبُهُمْ تَهْوِي إِلَيْنَا ؛ لِأَنَّهَا خُلِقَتْ مِمَّا خُلِقْنَا». ثُمَّ تَلَا هذِهِ الْآيَةَ : «كَلّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِى عِلِّيِّينَ * وَ ما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ * كِتابٌ مَرْقُومٌ * يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ» .
«وَ خَلَقَ عَدُوَّنَا مِنْ سِجِّينٍ ، وَ خَلَقَ قُلُوبَ شِيعَتِهِمْ مِمَّا خَلَقَهُمْ مِنْهُ ، وَ أَبْدَانَهُمْ مِنْ دُونِ ذلِكَ ؛ فَقُلُوبُهُمْ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ؛ لِأَنَّهَا خُلِقَتْ مِمَّا خُلِقُوا مِنْهُ». ثُمَّ تَلَا هذِهِ الْآيَةَ : «كَلّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِى سِجِّين * وَ ما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ * كِتابٌ مَرْقُومٌ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبينَ» .
هديّة:
الآيتان في سورة المطفّفين.۱
و(كتاب الأبرار) فسّر بصحائف أعمالهم، ومن الاعتقادات اللازمة في الدِّين الإيمان بتطاير الكتب المحسوسة بحاسّة العين يوم القيامة، قال اللَّه تعالى في سورة التكوير: «وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ»۲ وقال سبحانه في سورة بني إسرائيل: «وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِى عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً»۳، وقال بعض المعاصرين:
الأفاعيل المتكرّرة والاعتقادات الراسخة في النفوس هي بمنزلة النقوش الكتابيّة في الألواح، وهذه الألواح النفسيّة يُقال لها: صحائف الأعمال، ثمّ قال: فقد أوتي كتابه بيمينه، يعني من جانبه الأقوى الروحاني. وفقد اُوتي كتابه بشماله، يعني من جانبه الأضعف الجسماني.۴