دَاخِلٌ وَ أَنَا خَارِجٌ ، وَ أَخَذَ بِيَدِي ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَ الْبَيْتَ ، فَقَالَ : «يَا سَدِيرُ ، إِنَّمَا أُمِرَ النَّاسُ أَنْ يَأْتُوا هذِهِ الْأَحْجَارَ ، فَيَطُوفُوا بِهَا ، ثُمَّ يَأْتُونَا فَيُعْلِمُونَا وَلَايَتَهُمْ لَنَا ، وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ : «وَ إِنِّى لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى» - ثُمَّ أَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلى صَدْرِهِ - إِلى وَلَايَتِنَا».
ثُمَّ قَالَ : «يَا سَدِيرُ ، أفَأُرِيكَ الصَّادِّينَ عَنْ دِينِ اللَّهِ ؟» . ثُمَّ نَظَرَ إِلى أَبِي حَنِيفَةَ وَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ فِي ذلِكَ الزَّمَانِ وَ هُمْ حَلَقٌ فِي الْمَسْجِدِ ، فَقَالَ : «هؤُلَاءِ الصَّادُّونَ عَنْ دِينِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِلَا هُدًى مِنَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالى وَ لَا كِتَابٍ مُبِينٍ ، إِنَّ هؤُلَاءِ الْأَخَابِثَ لَوْ جَلَسُوا فِي بُيُوتِهِمْ ، فَجَالَ النَّاسُ ، فَلَمْ يَجِدُوا أَحَداً يُخْبِرُهُمْ عَنِ اللَّهِ وَ عَنْ رَسُولِهِ صلى اللَّه عليه وآله حَتّى يَأْتُونَا ، فَنُخْبِرَهُمْ عَنِ اللَّهِ وَ عَنْ رَسُولِهِ صلى اللَّه عليه وآله» .
هديّة:
(وهو داخل) على مسجد الحرام.
(وهو قول اللَّه عزّ وجلّ) في سورة طه.۱
في بعض النسخ - كما ضبط بعض المعاصرين - : «ولايتنا» بدون كلمة «إلى»، فعلى الأكثر يعني بسببها، أو إلى ما هو الحقّ وهو ولايتنا، وعلى البعض يعني وهي، أي الهداية ولايتنا. وقال بعض المعاصرين: الظاهر: «وقال ولايتنا»، فسقط «قال» من قلم الناسخ.
(إلى أبي حنيفة) أي إليه بجماعته، (وسفيان الثوري) الذي من مشاهير ذلك الزمان بجماعته، وكان رئيساً من رؤساء الصوفيّة القدريّة.
(وهم حلق) بفتحتين: جمع الحلقة للباب ومن القوم وغير ذلك على غير قياس؛ قاله الجوهري.۲ وقال الأصمعي: جمع الحلقة، «حلق» بكسر الحاء وفتح اللام كبدرة وبدر وقصعة وقصع. وحكى يونس عن أبي عمرو بن العلاء «حلقة» في الواحد