فَمَا تَأْمُرُنِي بِهِ ؟ وَ مَا تَرى؟
فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام : أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ ، وَ أَنْ تَنْصَرِفَ ، فَتَقُومَ مَقَامَ أَبِيكَ فِي الْجِنِّ ؛ فَإِنَّكَ خَلِيفَتِي عَلَيْهِمْ» .
فَوَدَّعَ عَمْرٌو أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام وَ انْصَرَفَ ، فَهُوَ خَلِيفَتُهُ عَلَى الْجِنِّ. فَقُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَيَأْتِيكَ عَمْرٌو ؟ وَ ذَاكَ الْوَاجِبُ عَلَيْهِ ؟ قَالَ : «نَعَمْ» .
هديّة:
انساب فلانٌ نحوَكم: رجع، والانسياب: ضربٌ من الجَرْي، منه مشي الحيّة.
(إلى المنبر) ، منبر مسجد الكوفة، وباب الثعبان فيه مشهور.
(فتطاول) أي انتصب.
(خليفتك) بالجرّ.
(فودّع) من التوديع. فآخر الحديث سؤال عن افتراض طاعتهم عليهم السلام على الجنّ كما على الإنس.
الحديث السابع
۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ ،۱عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ، قَالَ : كُنْتُ مُزَامِلًا لِجَابِرِ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيِّ ، فَلَمَّا أَنْ كُنَّا بِالْمَدِينَةِ ، دَخَلَ عَلى أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، فَوَدَّعَهُ وَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ وَ هُوَ مَسْرُورٌ ، حَتّى وَرَدْنَا الْأُخَيْرِجَةَ - أَوَّلَ مَنْزِلٍ نَعْدِلُ مِنْ فَيْدَ إِلَى الْمَدِينَةِ - يَوْمَ جُمُعَةٍ ، فَصَلَّيْنَا الزَّوَالَ ، فَلَمَّا نَهَضَ بِنَا الْبَعِيرُ إِذَا أَنَا بِرَجُلٍ طُوَالٍ ، آدَمَ ، مَعَهُ كِتَابٌ ، فَنَاوَلَهُ جَابِراً ، فَتَنَاوَلَهُ ، وَقَبَّلَهُ۲وَ وَضَعَهُ عَلى عَيْنَيْهِ ، وَ إِذَا هُوَ «مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ إِلى جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ» وَ عَلَيْهِ طِينٌ أَسْوَدُ ، رَطْبٌ ، فَقَالَ لَهُ : مَتى عَهْدُكَ بِسَيِّدِي ؟ فَقَالَ : السَّاعَةَ ، فَقَالَ لَهُ :