163
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

أقَبْلَ‏۱ الصَّلَاةِ ، أَوْ بَعْدَ الصَّلَاةِ ؟ فَقَالَ : بَعْدَ الصَّلَاةِ ، قَالَ : فَفَكَّ الْخَاتَمَ ، وَ أَقْبَلَ يَقْرَؤُهُ وَ يَقْبِضُ وَجْهَهُ حَتّى‏ أَتى‏ عَلى‏ آخِرِهِ ، ثُمَّ أَمْسَكَ الْكِتَابَ ، فَمَا رَأَيْتُهُ ضَاحِكاً وَ لَا مَسْرُوراً حَتّى‏ وَافَى الْكُوفَةَ .
فَلَمَّا وَافَيْنَا الْكُوفَةَ لَيْلًا بِتُّ لَيْلَتِي ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَتَيْتُهُ إِعْظَاماً لَهُ ، فَوَجَدْتُهُ قَدْ خَرَجَ عَلَيَّ وَ فِي عُنُقِهِ كِعَابٌ قَدْ عَلَّقَهَا ، وَ قَدْ رَكِبَ قَصَبَةً وَ هُوَ يَقُولُ : أَجِدُ مَنْصُورَ بْنَ جُمْهُورٍ أَمِيراً غَيْرَ مَأْمُورٍ ، وَ أَبْيَاتاً مِنْ نَحْوِ هذَا ، فَنَظَرَ فِي وَجْهِي ، وَ نَظَرْتُ فِي وَجْهِهِ ، فَلَمْ يَقُلْ لِي شَيْئاً ، وَ لَمْ أَقُلْ لَهُ ، وَ أَقْبَلْتُ أَبْكِي لِمَا رَأَيْتُهُ ، وَ اجْتَمَعَ عَلَيَّ وَ عَلَيْهِ الصِّبْيَانُ وَ النَّاسُ ، وَ جَاءَ حَتّى‏ دَخَلَ الرَّحَبَةَ ، وَ أَقْبَلَ يَدُورُ مَعَ الصِّبْيَانِ وَ النَّاسُ يَقُولُونَ : جُنَّ جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ، جُنَّ جَابِرُ۲ .
فَوَ اللَّهِ، مَا مَضَتِ الْأَيَّامُ حَتّى‏ وَرَدَ كِتَابُ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلى‏ وَالِيهِ : أَنِ انْظُرْ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ : جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ ، فَاضْرِبْ عُنُقَهُ ، وَ ابْعَثْ إِلَيَّ بِرَأْسِهِ . فَالْتَفَتَ إِلى‏ جُلَسَائِهِ ، قَالَ‏۳ لَهُمْ : مَنْ جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ ؟ فَقَالُوا۴ : أَصْلَحَكَ اللَّهُ ، كَانَ رَجُلًا ، لَهُ فَضْلٌ وَ عِلْمٌ‏۵ وَ حَدِيثٌ ، وَ حَجَّ ، فَجُنَّ وَ هُوَ ذَا فِي الرَّحَبَةِ مَعَ الصِّبْيَانِ عَلىَ الْقَصَبِ يَلْعَبُ مَعَهُمْ .
قَالَ : فَأَشْرَفَ عَلَيْهِ ، فَإِذَا هُوَ مَعَ الصِّبْيَانِ يَلْعَبُ عَلَى الْقَصَبِ ، فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِنْ قَتْلِهِ . قَالَ : وَ لَمْ تَمْضِ الْأَيَّامُ حَتّى‏ دَخَلَ مَنْصُورُ بْنُ جُمْهُورٍ الْكُوفَةَ ، وَ صَنَعَ مَا كَانَ يَقُولُ جَابِرٌ .

هديّة:

«الزميل» كأمير: الرديف على الهَودج.
و(الأخيرجَة) و(فيد): موضعان، قال برهان الفضلاء سلّمه اللَّه تعالى:

1.في الكافي المطبوع : «قبل» بدون الهمزة.

2.في الكافي المطبوع : - «جابر».

3.في الكافي المطبوع : «فقال».

4.في الكافي المطبوع : «قالوا».

5.في الكافي المطبوع : «علم وفضل» بدل «فضل وعلم».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
162

فَمَا تَأْمُرُنِي بِهِ ؟ وَ مَا تَرى‏؟
فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام : أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ ، وَ أَنْ تَنْصَرِفَ ، فَتَقُومَ مَقَامَ أَبِيكَ فِي الْجِنِّ ؛ فَإِنَّكَ خَلِيفَتِي عَلَيْهِمْ» .
فَوَدَّعَ عَمْرٌو أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام وَ انْصَرَفَ ، فَهُوَ خَلِيفَتُهُ عَلَى الْجِنِّ. فَقُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَيَأْتِيكَ عَمْرٌو ؟ وَ ذَاكَ الْوَاجِبُ عَلَيْهِ ؟ قَالَ : «نَعَمْ» .

هديّة:

انساب فلانٌ نحوَكم: رجع، والانسياب: ضربٌ من الجَرْي، منه مشي الحيّة.
(إلى المنبر) ، منبر مسجد الكوفة، وباب الثعبان فيه مشهور.
(فتطاول) أي انتصب.
(خليفتك) بالجرّ.
(فودّع) من التوديع. فآخر الحديث سؤال عن افتراض طاعتهم عليهم السلام على الجنّ كما على الإنس.

الحديث السابع‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ ،۱عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ، قَالَ : كُنْتُ مُزَامِلًا لِجَابِرِ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيِّ ، فَلَمَّا أَنْ كُنَّا بِالْمَدِينَةِ ، دَخَلَ عَلى‏ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، فَوَدَّعَهُ وَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ وَ هُوَ مَسْرُورٌ ، حَتّى‏ وَرَدْنَا الْأُخَيْرِجَةَ - أَوَّلَ مَنْزِلٍ نَعْدِلُ مِنْ فَيْدَ إِلَى الْمَدِينَةِ - يَوْمَ جُمُعَةٍ ، فَصَلَّيْنَا الزَّوَالَ ، فَلَمَّا نَهَضَ بِنَا الْبَعِيرُ إِذَا أَنَا بِرَجُلٍ طُوَالٍ ، آدَمَ ، مَعَهُ كِتَابٌ ، فَنَاوَلَهُ جَابِراً ، فَتَنَاوَلَهُ ، وَقَبَّلَهُ‏۲وَ وَضَعَهُ عَلى‏ عَيْنَيْهِ ، وَ إِذَا هُوَ «مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ إِلى‏ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ» وَ عَلَيْهِ طِينٌ أَسْوَدُ ، رَطْبٌ ، فَقَالَ لَهُ : مَتى‏ عَهْدُكَ بِسَيِّدِي ؟ فَقَالَ : السَّاعَةَ ، فَقَالَ لَهُ :

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عليّ بن محمّد، عن صالح بن أبي حمّاد ، عن محمّد بن اُورمة ، عن أحمد بن النضر».

2.في الكافي المطبوع : «وقبّله».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 105025
صفحه از 612
پرینت  ارسال به