177
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

لطغيان حرارة الشوق بالاهتداء إلى الحقّ، كالمحتاج الواجد كنزاً لا يفنى.
(فما ورد) كلام الباقر عليه السلام أو كلام الرسول صلى اللَّه عليه وآله.
(اشمأزّت): كرهت ونفرت.
(فردّوه) ناظرٌ إلى قوله تعالى: «فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِى شَيْ‏ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ»۱، وقوله عزّ وجلّ: «وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلى‏ أُولِى اْلأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ»۲.

الحديث الثاني‏

۰.روى في الكافي عَنْ القمّي، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسى‏ ، عَنْ الْاثْنَيْنِ‏۳، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ :«ذُكِرَتِ التَّقِيَّةُ يَوْماً عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهما السلام ، فَقَالَ : وَاللَّهِ ، لَوْ عَلِمَ أَبُو ذَرٍّ مَا فِي قَلْبِ سَلْمَانَ لَقَتَلَهُ - وَ لَقَدْ آخى‏ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله بَيْنَهُمَا - فَمَا ظَنُّكُمْ بِسَائِرِ الْخَلْقِ ؟ إِنَّ عِلْمَ الْعُلَمَاءِ صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ ، لَا يَحْتَمِلُهُ إِلَّا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ ، أَوْ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ، أَوْ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِيمَانِ».
فَقَالَ : «وَ إِنَّمَا صَارَ سَلْمَانُ مِنَ الْعُلَمَاءِ لِأَنَّهُ امْرُؤٌ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ ، فَلِذلِكَ نَسَبْتُهُ إِلَى الْعُلَمَاءِ» .

هديّة:

(ذكرت) على المتكلّم وحده أو المجهول. و(التقيّة): ضدّ الإذاعة، يعني بين قوم من الفرق الهالكة إذا ظنّ ضررهم. وسيجي‏ء في باب الإذاعة عن أبي عبداللَّه عليه السلام، قال: «ما قتلنا من أذاع حديثنا قتل خطأ، ولكن قتلنا قتل عمد».۴ قال الكشّي في رجاله: وفي رواية اُخرى : «لكفّره» مكان «لقتله».۵ وفي حديث آخر: «لو علم سلمان ما في قلب أبي ذرّ لقتله أو لكفّره».

1.النساء (۴): ۵۹.

2.النساء (۴): ۸۳ .

3.أي «هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة».

4.الكافي ، ج ۲ ، ص ۳۷۰ ، باب الإذاعة ، ح ۴ ؛ وفي الطبعة الجديدة ، ج ۴ ، ص ۱۱۲ ، ح ۲۸۰۹.

5.رجال الكشّي ، ص ۱۷ ، ح ۴۰ ، وفيه كما في الكافي: «لقتله».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
176

الباب الثاني والمائة : بَابٌ فِيمَا جَاءَ أَنَّ حَدِيثَهُمْ عليهم السلام صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ‏

وأحاديثه كما في الكافي خمسة:

الحديث الأوّل‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ ،۱عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام :«قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : إِنَّ حَدِيثَ آلِ مُحَمَّدٍ صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ ، لَا يُؤْمِنُ بِهِ إِلَّا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ، أَوْ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ ، أَوْ عَبْدٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِيمَانِ ، فَمَا وَرَدَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَدِيثِ آلِ مُحَمَّدٍ فَلَانَتْ لَهُ قُلُوبُكُمْ وَ عَرَفْتُمُوهُ ، فَاقْبَلُوهُ ؛ وَ مَا اشْمَأَزَّتْ مِنْهُ قُلُوبُكُمْ وَ أَنْكَرْتُمُوهُ ، فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَ إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلَى الْعَالِمِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ إِنَّمَا الْهَالِكُ أَنْ يُحَدَّثَ أَحَدُكُمْ بِشَيْ‏ءٍ مِنْهُ لَا يَحْتَمِلُهُ ، فَيَقُولَ : وَ اللَّهِ مَا كَانَ هذَا ، وَ اللَّهِ مَا كَانَ هذَا ؛ وَ الْإِنْكَارُ هُوَ الْكُفْرُ» .

هديّة:

(مستصعب) على اسم الفاعل للمبالغة، استصعب الشي‏ء عليه - على المعلوم - : صار صعباً جدّاً. والمراد بدليل الحديث الرابع والخامس أنّ احتمالَ حديث الحجّة المعصوم العاقل عن اللَّه من دون إظهاره إلى أهله من أهل الحقّ صعبٌ جدّاً، وذلك

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 105030
صفحه از 612
پرینت  ارسال به