رَحْمَتِهِ الَّتِي صَنَعَ مِنْهَا مُحَمَّداً وَ ذُرِّيَّتَهُ ، فَبَلَّغْنَا عَنِ اللَّهِ مَا أَمَرَنَا بِتَبْلِيغِهِ ، فَقَبِلُوهُ وَ احْتَمَلُوا ذلِكَ ، فَبَلَغَهُمْ ذلِكَ عَنَّا ، فَقَبِلُوهُ وَ احْتَمَلُوهُ ، وَ بَلَغَهُمْ ذِكْرُنَا ، فَمَالَتْ قُلُوبُهُمْ إِلى مَعْرِفَتِنَا وَ حَدِيثِنَا ، فَلَوْ لَا أَنَّهُمْ خُلِقُوا مِنْ هذَا لَمَا كَانُوا كَذلِكَ ؛ لَا وَ اللَّهِ ، مَا احْتَمَلُوهُ» .
ثُمَّ قَالَ : «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ أَقْوَاماً لِجَهَنَّمَ وَ النَّارِ ، فَأَمَرَنَا أَنْ نُبَلِّغَهُمْ كَمَا بَلَّغْنَاهُمْ ، فَاشْمَأَزُّوا۱ مِنْ ذلِكَ ، وَ نَفَرَتْ قُلُوبُهُمْ ، وَ رَدُّوهُ عَلَيْنَا وَ لَمْ يَحْتَمِلُوهُ ، وَ كَذَّبُوا بِهِ ، وَ قَالُوا : سَاحِرٌ كَذَّابٌ ؛ فَطَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ ، وَ أَنْسَاهُمْ ذلِكَ ، ثُمَّ أَطْلَقَ اللَّهُ لِسَانَهُمْ بِبَعْضِ الْحَقِّ ، فَهُمْ يَنْطِقُونَ بِهِ وَ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ ؛ لِيَكُونَ ذلِكَ دَفْعاً عَنْ أَوْلِيَائِهِ وَ أَهْلِ طَاعَتِهِ ؛ وَ لَوْ لَا ذلِكَ مَا عُبِدَ اللَّهُ فِي أَرْضِهِ ، فَأَمَرَنَا بِالْكَفِّ عَنْهُمْ وَ السَّتْرِ وَ الْكِتْمَانِ ، فَاكْتُمُوا عَمَّنْ أَمَرَ اللَّهُ بِالْكَفِّ عَنْهُ ، وَ اسْتُرُوا عَمَّنْ أَمَرَ اللَّهُ بِالسَّتْرِ وَ الْكِتْمَانِ عَنْهُ» .
قَالَ : ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ وَ بَكى ، وَ قَالَ : «اللَّهُمَّ ، إِنَّ هؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ ، فَاجْعَلْ مَحْيَانَا مَحْيَاهُمْ ، وَ مَمَاتَنَا مَمَاتَهُمْ ، وَ لَا تُسَلِّطْ عَلَيْهِمْ عَدُوّاً لَكَ ؛ فَتُفْجِعَنَا بِهِمْ ؛ فَإِنَّكَ إِنْ أَفْجَعْتَنَا بِهِمْ لَمْ تُعْبَدْ أَبَداً فِي أَرْضِكَ ، وَ صَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيماً» .
هديّة:
الفاء في (فلم نجد) بيانيّة.
و«الحمالة» كسحابة: الدابّة يحمّلها قوم، وما تتحمّله عن القوم من الدية والغرامة. وقرأ برهان الفضلاء بالتشديد ، قال : على صيغة المبالغة، والتأنيث باعتبار الجماعة.
(ونفرت قلوبهم) عطفُ تفسيرٍ لاشمأزّوا.
و«الشرذمة»: الجماعة.
و«الإفجاع»: الإيجاع.
قل للصوفيّ القدريّ: فهل سرّ هنا مع الإمام سوى أجزاء الاسم الأعظم الخاصّ بهم عليهم السلام والإمامة والأمر بطاعة الإمام وعلم اُصول التشيّع وخصائصه على ما مرّ آنفاً؟