187
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

يخفروه، ولا أن ينقضوا عليه عهده.۱
و(أئمّة المسلمين): الأئمّة الاثنى عشر المعصومون.
(ورواه أيضاً) كلام صاحب الكافي، يعني أحمد بن محمّد بن عيسى، عن حمّاد إلى آخره.
(وهم يدٌ على من سواهم)، قال ابن الأثير: أي هم مجتمعون على أعدائهم لا يسعهم التخاذل، بل يعاون بعضهم بعضاً على جميع الأديان والملل، كأنّه جعل أيديهم يداً واحدة، وفعلهم فعلاً واحداً.۲

الحديث الثاني‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِسْكِينٍ ،۳عَنْ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ ، قَالَ : قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ : اذْهَبْ بِنَا إِلى‏ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : فَذَهَبْتُ مَعَهُ إِلَيْهِ ، فَوَجَدْنَاهُ قَدْ رَكِبَ دَابَّتَهُ ، فَقَالَ لَهُ سُفْيَانُ : يَا بَا عَبْدِ اللَّهِ‏۴، حَدِّثْنَا بِحَدِيثِ خُطْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ ، قَالَ : «دَعْنِي حَتّى‏ أَذْهَبَ فِي حَاجَتِي ؛ فَإِنِّي قَدْ رَكِبْتُ ، فَإِذَا جِئْتُ حَدَّثْتُكَ».
فَقَالَ : أَسْأَلُكَ بِقَرَابَتِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله لَمَّا حَدَّثْتَنِي ، قَالَ : فَنَزَلَ ، فَقَالَ لَهُ سُفْيَانُ : مُنَ‏۵ لِي بِدَوَاةٍ وَ قِرْطَاسٍ حَتّى‏ أُثْبِتَهُ ، فَدَعَا بِهِ ، ثُمَّ قَالَ : «اكْتُبْ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، خُطْبَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ :
نَضَّرَ اللَّهُ عَبْداً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا ، وَ بَلَّغَهَا مَنْ لَمْ تَبْلُغْهُ ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ ؛ فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ ، وَ رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلى‏ مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ ، ثَلَاثٌ لَا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ : إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ ، وَ النَّصِيحَةُ لِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ ، وَ اللُّزُومُ

1.النهاية ، ج ۲ ، ص ۱۶۸ (ذمم).

2.النهاية ، ج ۵ ، ص ۲۹۳ (يد).

3.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن الحسن ، عن بعض أصحابنا ، عن عليّ بن الحكم ، عن الحكم بن مسكين».

4.في الكافي المطبوع : «يا أبا عبد اللَّه».

5.في الكافي المطبوع : «مُرْ».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
186

يَدٌ عَلى‏ مَنْ سِوَاهُمْ» وَ ذَكَرَ فِي حَدِيثِهِ أَنَّهُ خَطَبَه‏۱ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ بِمِنًى فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ .

هديّة:

(الخيف) بالفتح: ما انحدر عن غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء، ومنه سمّي «مسجد الخيف».
قرئ «نصر اللَّه» من النصرة، و«نضّر اللَّه» بالمعجمة من التفعيل، والأكثر الثاني. نضر وجهه ونضر اللَّه وجهه، يتعدّى ولا يتعدّى، ونضّره تنضيراً كأنضره إنظاراً.
(فربّ حامل فقه) دلالة على بطلان العمل بالرأي والقياس، وأنّ الحاكم في الناس إنّما هو العاقل عن اللَّه ومن حَكم بحُكمه.
و(قلب امرى‏ءٍ مسلم) نصّ في كفر غير الإمامي.
(لا يغلّ) على المعلوم، من الغلول أو الاغلال، والفاعل «قلب امرى‏ءٍ مسلم»، أي لا يخون، غلّ من المغنم غلولاً كمدّ: خان، وأغلّ إغلالاً مثله.
فسّر (إخلاص العمل للَّه) بالإتيان على العمل من الفعل والترك على الوجه المأمور به، وخير العمل - كما ورد في النصّ - تولّي من افترض اللَّه طاعته بالكتاب والسنّة، والتبرّي عمّن خالفه وعدلَ عن طريقه، والنصيحة لأئمّة المسلمين بقبول وجوب طاعتهم عن اللَّه سبحانه وطلب رضاهم، واللزوم لجماعة الأئمّة بالإقرار بإمامة جميع الاثنى عشر، فإنّ دعوتهم غيرهم بالإقرار بافتراض طاعتهم عامّة كطاعة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله. وقال برهان الفضلاء: أو المراد جماعة الشيعة.
و«الذمّة» بالكسر، و«الذمام» بالفتح والتخفيف: العهد والأمان والضمان والحرمة والحقّ، وسمّي أهل الذمّة لدخولهم في عهد المسلمين وأمانهم.
قال ابن الأثير في نهايته: ومنه في الحديث: «ويسعى بذمّتهم أدناهم» إذا أعطى واحدٌ من عسكر المسلمين العدوَّ أماناً جاز ذلك على جميع المسلمين، وليس لهم أن

1.في الكافي المطبوع : «خطب».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 105315
صفحه از 612
پرینت  ارسال به