195
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

هديّة:

(الصلاة جامعة) نصب على الإغراء، أي الزموا الصلاة.
قيل: لعلّ الأمر بالسلاح تمهيد لتجهيز جيش اُسامة.
(اذكّر اللَّه) من التذكير، أي استحلفه به تعالى.
(إلّا ترحّم) استثناء من مقدّر، فعلى المثبت مثل: اذكّره في كلّ ما يصنع أنّ الأمر إليه إلّا في الترحّم كذا، فإنّه لا يجوز له تركه، وعلى المنفي مثل: ولا اذكّره إلّا فيما أذكره.
«أفقره»: جعله فقيراً بترك الإعطاء، ونسخة: «ولم يفرّقهم» من التفريق، كما ترى.
(فيكفرهم) على الإفعال، وقد قال النبيّ صلى اللَّه عليه وآله: «كاد الفقر أن يكون كفراً».۱
«خبزه» بالمعجمة والمفردة والزّاي كضرب: ساقه سوقاً شديداً. (في بعوثهم) يعني في إفراط البعث إلى الجهاد وقرئ «يجبرهم» بالجيم من الإجبار. وقرأ برهان الفضلاء: «ولم يجتزّهم» من الاجتزاز بالجيم والمعجمتين، بمعنى القطع من الأصل، قال: أي لم يستأصلهم بسبب كثرة بعوثهم إلى الجهاد. الجوهري : «البعوث»: جمع البعث، والبعوث: الجيوش.۲

الحديث الرابع‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ،۳عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، قَالَ : جَاءَ إِلى‏ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام عَسَلٌ وَ تِينٌ مِنْ هَمْذَانَ وَ حُلْوَانَ ، فَأَمَرَ الْعُرَفَاءَ أَنْ يَأْتُوا بِالْيَتَامى‏ ، فَأَمْكَنَهُمْ مِنْ رُؤُوسِ الْأَزْقَاقِ يَلْعَقُونَهَا وَ هُوَ يَقْسِمُهَا لِلنَّاسِ قَدَحاً قَدَحاً ، فَقِيلَ لَهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَا لَهُمْ يَلْعَقُونَهَا ؟ فَقَالَ : «إِنَّ الْإِمَامَ أَبُو الْيَتَامى‏ ، وَ إِنَّمَا أَلْعَقْتُهُمْ

1.الكافي ، ج ۲ ، ص ۳۰۷ ، باب الحسد ، ح ۴ ؛ وفي الطبعة الجديدة ، ج ۳ ، ص ۷۴۸ ، ح ۲۵۴۹ ؛ الخصال ، ص ۱۱ ، ح ۴۰ ؛ الأمالي للصدوق ، ص ۲۹۵ ، المجلس ۴۹ ، ح ۶ ؛ مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۴۲ ، ح ۵۸۶ ؛ الجامع الصغير للسيوطي ، ج ۲ ، ص ۲۶۶ ، ح ۶۱۹۹ ؛ تفسير الرازي ، ج ۱۶ ، ص ۱۰۸.

2.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۲۷۴ (بعث).

3.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن عليّ و غيره ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
194

ما صدعك عن كذا كمنع: ما صرفك، والصدع: الشقّ، والتصديع: التفريق، (لا تصدّعوا) : لا تفرّقوا، بحذف إحدى التائين، (عن حبلكم) المتين وعروتكم الوثقى. وقد «فشل» كعلم فشلاً بالتحريك: ضعف وجبن، (فتفشلوا): فتضعفوا وتكسلوا وتجبنوا، و«الفشل» كالنجم: الرجل الضعيف الجبان، والجمع: أفشال. (وتذهب ريحكم) أي قوّتكم ونصرتكم ودولتكم وحياتكم.
(ما قد تدعون إليه) على ما لم يسمّ فاعله من المجرّد. (لبدرتم): لأسرعتم إلى ما تدعون إليه (وخرجتم) ممّا ذهبتم اليه، أو إلى ما تدعون إليه. قال الفاضل الاسترآبادي بالأوّل،۱وبرهان الفضلاء «إلى الجهاد»، والسيّد النائيني ميرزا رفيعا بالثاني.۲(ولسمعتم) سماع إجابة وطاعة.

الحديث الثالث‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ الصَّيْرَفِيِّ ،۳قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ : «نُعِيَتْ إِلَى النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله نَفْسُهُ وَ هُوَ صَحِيحٌ لَيْسَ بِهِ وَجَعٌ» قَالَ : «نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ» قَالَ : «فَنَادى‏ صلى اللَّه عليه وآله : الصَّلَاةَ جَامِعَةً ، وَ أَمَرَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارَ بِالسِّلَاحِ ، وَ اجْتَمَعَ النَّاسُ ، فَصَعِدَ النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وآله الْمِنْبَرَ ، فَنَعى‏ إِلَيْهِمْ نَفْسَهُ ، ثُمَّ قَالَ : أُذَكِّرُ اللَّهَ الْوَالِيَ مِنْ بَعْدِي عَلى‏ أُمَّتِي إِلَّا تَرَحَّمَ‏۴ عَلى‏ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ ، فَأَجَلَّ كَبِيرَهُمْ ، وَرَحِمَ ضَعِيفَهُمْ ، وَ وَقَّرَ عَالِمَهُمْ ، وَ لَمْ يُضِرَّ بِهِمْ ؛ فَيُذِلَّهُمْ ، وَ لَمْ يُفْقِرْهُمْ ؛ فَيُكْفِرَهُمْ ، وَ لَمْ يُغْلِقْ بَابَهُ دُونَهُمْ ؛ فَيَأْكُلَ قَوِيُّهُمْ ضَعِيفَهُمْ ، وَلَمْ يَخْبِزْهُمْ فِي بُعُوثِهِمْ ؛ فَيَقْطَعَ نَسْلَ أُمَّتِي ، ثُمَّ قَالَ : قَدْ بَلَّغْتُ وَ نَصَحْتُ ، فَاشْهَدُوا».
وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : «هذَا آخِرُ كَلَامٍ تَكَلَّمَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله عَلى‏ مِنْبَرِهِ» .

1.لم نعثر عليه.

2.لم نعثر عليه فيما هو المطبوع منه ، وهو إلى صفحة ۲۱۸ من المجلّد الأول من الكافي من الطبعة القديمة.

3.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد، عن عبد الرحمن بن حمّار و غيره ، عن حنان بن سدير الصيرفي».

4.في الكافي المطبوع : «يرحم».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 123057
صفحه از 612
پرینت  ارسال به