201
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

إِلى‏ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام تِلْكَ السَّنَةَ مَالًا ، فَرَدَّهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام - فَقُلْتُ لَهُ : لِمَ رَدَّ عَلَيْكَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام الْمَالَ الَّذِي حَمَلْتَهُ إِلَيْهِ ؟
قَالَ : فَقَالَ لِي : إِنِّي قُلْتُ لَهُ - حِينَ حَمَلْتُ إِلَيْهِ الْمَالَ - : إِنِّي كُنْتُ وُلِّيتُ الْبَحْرَيْنَ الْغَوْصَ ، فَأَصَبْتُ أَرْبَعَمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ ، وَ قَدْ جِئْتُكَ بِخُمُسِهَا بِثَمَانِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ ، وَ كَرِهْتُ أَنْ أَحْبِسَهَا عَنْكَ ، وَ أَنْ أَعْرِضَ لَهَا وَ هِيَ حَقُّكَ الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ - تَبَارَكَ وَ تَعَالى‏ - فِي أَمْوَالِنَا .
فَقَالَ : «أَ وَ مَا لَنَا مِنَ الْأَرْضِ وَ مَا أَخْرَجَ اللَّهُ مِنْهَا إِلَّا الْخُمُسُ ؟ يَا بَا سَيَّارٍ ، إِنَّ الْأَرْضَ كُلَّهَا لَنَا ؛ فَمَا أَخْرَجَ اللَّهُ مِنْهَا مِنْ شَيْ‏ءٍ فَهُوَ لَنَا».
فَقُلْتُ لَهُ : وَ أَنَا أَحْمِلُ إِلَيْكَ الْمَالَ كُلَّهُ ، فَقَالَ : «يَا بَا سَيَّارٍ ، قَدْ طَيَّبْنَاهُ لَكَ ، وَ أَحْلَلْنَاكَ مِنْهُ ، فَضُمَّ إِلَيْكَ مَالَكَ ، وَ كُلُّ مَا فِي أَيْدِي شِيعَتِنَا مِنَ الْأَرْضِ فَهُمْ فِيهِ مُحَلَّلُونَ حَتّى‏ يَقُومَ قَائِمُنَا عليه السلام ، فَيُحِبِّيَهُمْ‏1 طَسْقَ مَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ ، وَ يَتْرُكَ الْأَرْضَ فِي أَيْدِيهِمْ ، وَ أَمَّا مَا كَانَ فِي أَيْدِي غَيْرِهِمْ ، فَإِنَّ كَسْبَهُمْ مِنَ الْأَرْضِ حَرَامٌ عَلَيْهِمْ حَتّى‏ يَقُومَ قَائِمُنَا ، فَيَأْخُذَ الْأَرْضَ مِنْ أَيْدِيهِمْ ، وَ يُخْرِجَهُمْ صَغَرَةً».
قَالَ عُمَرُ بْنُ يَزِيدَ : فَقَالَ لِي أَبُو سَيَّارٍ : مَا أَرى‏ أَحَداً مِنْ أَصْحَابِ الضِّيَاعِ وَ لَا مِمَّنْ يَلِي الْأَعْمَالَ يَأْكُلُ حَلَالًا غَيْرِي إِلَّا مَنْ طَيَّبُوا لَهُ ذلِكَ .

هديّة:

(عمر بن يزيد) أبو الأسود بيّاع السابري، مولى ثقيف، كوفيّ ثقة جليل، أحد من كان يَفِد في كلّ سنة، وأثنى عليه الصادق عليه السلام شفاهاً.۲
و«مسمع» كمنبر: ابن مالك، وقيل: ابن عبد الملك أبو سيّار، الملقّب بكردين - بكسر الكاف وسكون الراء - شيخ بكر بن وائل بالبصرة ووجهها، روى عن الباقر عليه السلام رواية يسيرة وعن الصادق عليه السلام وأكثر واختصّ به.

1.في الكافي المطبوع : «فيَجْبِيهم».

2.راجع : الخلاصة ، ص ۱۱۹.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
200

سورة الأعراف.۱
و«الخراج» كسحاب وغراب: ما يأخذ السلطان من مال الأرض ومنالها وجزية أهل الذمّة ونحو ذلك.
و«المقاطعة» من أقطعته قطيعة على كذا، أي طائفة من أرض الخراج.

الحديث الثاني‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ،۲عَمَّنْ رَوَاهُ ، قَالَ: «الدُّنْيَا وَ مَا فِيهَا لِلَّهِ - تَبَارَكَ وَ تَعَالى‏ - وَ لِرَسُولِهِ وَ لَنَا ، فَمَنْ غَلَبَ عَلى‏ شَيْ‏ءٍ مِنْهَا ، فَلْيَتَّقِ اللَّهَ ، وَ لْيُؤَدِّ حَقَّ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالى‏ ، وَ لْيَبَرَّ إِخْوَانَهُ ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ ذلِكَ ، فَاللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ نَحْنُ بُرَآءُ مِنْهُ» .

هديّة:

(عمّن رواه) أي عن الإمام الذي قال.
(وليؤدّ حقّ اللَّه) إشارةٌ إلى الخمس ونحوه.
(وليبرّ) من باب عضّ إلى الزكاة ونحوها.
(فإن لم يفعل ذلك) أي إنكاراً أو إقراراً من دون أن يتوب.
يُقال: «أنا براء منه» بالفتح والمدّ، و«نحن براء منه» أيضاً لا يثنّى ولا يجمع؛ لأنّه مصدر في الأصل، فإذا قلت: «أنا بري‏ء منه» على فعيل، ثنّيت وجمعت وأنّثت، وقلت في الجمع: نحن منه براء، كفقيه وفقهاء، و«براء» أيضاً مثل كريم وكرام، و«أبراء» كشريف وأشراف، و«أبرياء» كنصيب وأنصباء، وبريئون وهي بريئة، وهما بريئان وبريئتان، وهنّ بريئات وبرايا، ويُقال: رجلٌ برئ وبراء، كعجيب وعجاب.

الحديث الثالث‏

0.روى في الكافي بإسناده عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ ،3 قَالَ : رَأَيْتُ مِسْمَعاً بِالْمَدِينَةِ - وَ قَدْ كَانَ حَمَلَ

1.الأعراف (۷) : ۱۲۸.

2.السند في الكافي المطبوع هكذا: «الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، قال: أخبرني أحمد بن محمّد بن عبد اللَّه».

3.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب ، عن عمر بن يزيد».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 105389
صفحه از 612
پرینت  ارسال به