203
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

الحديث الخامس‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ أَبَانِ بْنِ مُصْعَبٍ ،۱عَنْ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ ، أَوِ الْمُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ ، قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : مَا لَكُمْ مِنْ هذِهِ الْأَرْضِ ؟ فَتَبَسَّمَ ، ثُمَّ قَالَ : «إِنَّ اللَّهَ - تَبَارَكَ وَ تَعَالى‏ - بَعَثَ جَبْرَئِيلَ عليه السلام ، وَ أَمَرَهُ أَنْ يَخْرِقَ بِإِبْهَامِهِ ثَمَانِيَةَ أَنْهَارٍ فِي الْأَرْضِ : مِنْهَا سَيْحَانُ ، وَ جَيْحَانُ - وَ هُوَ نَهَرُ بَلْخَ - وَ الْخشوع - وَ هُوَ نَهَرُ الشَّاشِ - وَ مِهْرَانُ - وَ هُوَ نَهَرُ الْهِنْدِ - وَ نِيلُ مِصْرَ ، وَ دِجْلَةُ ، وَ الْفُرَاتُ ، فَمَا سَقَتْ أَوِ اسْتَقَتْ فَهُوَ لَنَا ، وَ مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لِشِيعَتِنَا ، وَ لَيْسَ لِعَدُوِّنَا مِنْهُ شَيْ‏ءٌ إِلَّا مَا غَصَبَ عَلَيْهِ ، وَ إِنَّ وَلِيَّنَا لَفِي أَوْسَعَ مَا۲ بَيْنَ ذِهْ إِلى‏ ذِهْ» يَعْنِي بَيْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ ، ثُمَّ تَلَا هذِهِ الْآيَةَ : ««قُلْ هِىَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِى الْحَياةِ الدُّنْيا» الْمَغْصُوبِينَ عَلَيْهَا «خالِصَةً» لَهُمْ «يَوْمَ الْقِيامَةِ»: بِلَا غَصْبٍ» .

هديّة:

(فتبسّم) لإتيانه في السؤال بكلمة التبعيض.
وذكر الثمانية للاكتفاء بما هو العمدة من المياه على وجه الأرض، وكذا ذكر السبعة من الثمانية كما اكتفى في الحديث الثامن بذكر الخمسة، والمراد جميع المياه حتّى الأمطار والآبار وجميع الأرض وما يخرج منها.
و(سيحان): نهر في بلاد المغرب، كجيحان في بلاد المشرق. وقال برهان الفضلاء: ويمكن أن يكون «سيحان» تثنية السيح بالفتح، وهو الماء الجاري على وجه الأرض، واسم لثلاثة أنهار باليمامة يصير اثنان منها واحداً، فالمعدود ثمانية.
وقيل : (جيحان) معرّب «جهان».
و(الخشوع) على فعول: مبالغة في الخاشع.
و(الشاش) بالمعجمتين كعاج: بلد من بلاد الروس، يُنسب إليه القوس الشاشي

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن عبد اللَّه بن أحمد ، عن عليّ بن النعمان ، عن صالح بن حمزة ، عن أبان بن مصعب».

2.في الكافي المطبوع : «فيما».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
202

(وإن أعرض لها) من باب علم وضرب، أي أتعرّض، يُقال: عرض له ، أي أخذ عليه طريقه.
(فيحبّيهم) من الحبوة: العطاء من غير عوض، من الإفعال أو التفعيل، والثاني أكثر. و«الحبوة» مثلّثة الحاء.
و«الطّسق» بالفتح: اُجرة أرض الخراج.
(إلّا من طيّبوا له ذلك) يعني الفرقة الإماميّة.

الحديث الرابع‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ،۱عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : أَ مَا عَلَى الْإِمَامِ زَكَاةٌ ؟ فَقَالَ : «أَحَلْتَ يَا بَا مُحَمَّدٍ ،۲ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةَ لِلْإِمَامِ يَضَعُهَا حَيْثُ يَشَاءُ ، وَ يَدْفَعُهَا إِلى‏ مَنْ يَشَاءُ ، جَائِزٌ لَهُ ذلِكَ مِنَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالى‏ . إِنَّ الْإِمَامَ يَا بَا مُحَمَّدٍ ، لَا يَبِيتُ لَيْلَةً أَبَداً وَ لِلَّهِ فِي عُنُقِهِ حَقٌّ يَسْأَلُهُ عَنْهُ» .

هديّة:

سيجي‏ء إن شاء اللَّه تعالى في الحديث الرابع في الباب الثامن والعشرين والمائة أنّه ليس على مال الإمام خمس وزكاة؛۳ لأنّ جميع المستحقّين عياله تجب نفقتهم عليه، وأنّ الفاضل من الخمس والزكاة له والنقصان عليه، فلا يبقى مستحقّ بلا قوت السنة على ما شرع اللَّه عزّ وجلّ.
(أحلت): أتيت بأمرٍ محال.
(أبداً) يعني قطّ.

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، عن أبي عبد اللَّه الرازي ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير».

2.في الكافي المطبوع : «يا أبا محمّد» في الموردين.

3.الكافي ، ج ۱ ، ص ۵۳۸ ، باب الفي‏ء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده و ما يجب فيه ؛ وفي الطبعة الجديدة ، ج ۲ ، ص ۷۱۴.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 105360
صفحه از 612
پرینت  ارسال به