209
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

المذكورات، وعدّهم الفقر في جنود الكفر، والفرق بين الفقر المأذون فيه وغير المأذون فيه؛ قال اللَّه تعالى في سورة الأعراف: «قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِى أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ»۱ الآية.

الحديث الثاني‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ‏۲، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ ، قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَوْماً : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، ذَكَرْتُ آلَ فُلَانٍ وَ مَا هُمْ فِيهِ مِنَ النَّعِيمِ ، فَقُلْتُ : لَوْ كَانَ هذَا إِلَيْكُمْ لَعِشْنَا مَعَكُمْ .
فَقَالَ :
«هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ يَا مُعَلّى‏ ، أَمَا وَ اللَّهِ أَنْ لَوْ كَانَ ذَاكَ ، مَا كَانَ إِلَّا سِيَاسَةَ اللَّيْلِ ، وَ سِيَاحَةَ النَّهَارِ ، وَ لُبْسَ الْخَشِنِ ، وَ أَكْلَ الْجَشِبِ ، فَزُوِيَ ذلِكَ عَنَّا ، فَهَلْ رَأَيْتَ ظُلَامَةً قَطُّ صَيَّرَهَا اللَّهُ نِعْمَةً إِلَّا هذِهِ؟» .

هديّة:

(آل فلان) يعني بني العبّاس.
(هذا) أي الأمر.
و«أن» في (أن لو كان) بفتح الهمزة وسكون النون زائدة لربط جواب القسم بالقسم.
و(الجشب) بالجيم والمعجمة كصعق: الغليظ أو بلا أدام، يعني على سيرة أمير المؤمنين عليه السلام في أيّام ظهور سلطنته للباعث السابق في السابق، لا على قصد الرياضة والرهبانيّة لتكميل النفس واتّصالها إلى المبادي العالية وانعكاس العلوم عنها فيها، كما هو دأب الصوفي والجوكي، وتمثيل الصوفيّ في كشف الجوكي بأنّه انعكاس في الماء النجس من أمثال الشيطان لابتنائه على المزج بين عقايد الفلاسفة والاعتقادات الحقّة ولاستلزامه وصول الجوكي بنجاسته إلى مرتبة المعراج وكشف خصوصيّات المعراج وحالاتها له.
(فزوى) على المجهول، أي منع.

1.الأعراف (۷): ۳۲.

2.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حمّاد بن عثمان».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
208

الباب السادس والمائة : بَابُ سِيرَةِ الْإِمَامِ فِي نَفْسِهِ وَ فِي الْمَطْعَمِ وَ الْمَلْبَسِ إِذَا وَلِيَ الْأَمْرَ

وأحاديثه كما في الكافي أربعة:

الحديث الأوّل‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ السرّاد، عَنْ حَمَّادٍ۱، عَنْ حُمَيْدٍ وَ جَابِرٍ الْعَبْدِيِّ ، قَالَ : قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام : «إِنَّ اللَّهَ جَعَلَنِي إِمَاماً لِخَلْقِهِ ، فَفَوَّضَ‏۲ عَلَيَّ التَّقْدِيرَ فِي نَفْسِي وَ مَطْعَمِي وَ مَشْرَبِي وَ مَلْبَسِي كَضُعَفَاءِ النَّاسِ ؛ كَيْ يَقْتَدِيَ الْفَقِيرُ بِفَقْرِي ، وَ لَا يُطْغِيَ الْغَنِيَّ غِنَاهُ» .

هديّة:

(ففوّض عليّ) يعني فأذِنَ لي بقرينة (كضعفاء الناس)، وتناسب أجزاء الكلام سياقاً، وفي بعض النسخ - كما ضبط برهان الفضلاء - : «ففرض» من الفرض بمعنى الوجوب.
و(التقدير) هنا لعلّه بمعنى التضيّق من القدر بمعنى الضيق؛ قال اللَّه تعالى: «اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ»۳، يعني في نفسي بالتّعب، أو في سلوك نفسي مع رعيّتي، وفي مطعمي ومشربي وملبسي بالتقليل والتخفيف، أو بمعنى التدبير في قدر السلوك والمذكورات، والجواب جواب عن إيراد الصوفيّة القدريّة على الإماميّة في حال أمير المؤمنين عليه السلام مع الغفلة عن الكتاب والسنّة وحال سائر الأئمّة بعد أمير المؤمنين عليه السلام في

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن محبوب، عن حمّاد».

2.في الكافي المطبوع : «ففرض».

3.الرعد (۱۳): ۲۶.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 105079
صفحه از 612
پرینت  ارسال به