هديّة:

(في زمان لا ينكر) قيل: إمّا في زمان الرسول صلى اللَّه عليه وآله، فتبعاً له، وهو صلى اللَّه عليه وآله سلطانٌ مأمور بالتقدير في نفسه كضعفة الأُمّة، كما عرفت ممّا مرَّ آنفاً؛ وإمّا في زمان الثلاثة، فللتقيّة وقلّة المؤونة أيضاً؛ وإمّا في زمان إياب الأمر إليه عليه السلام، فلمّا مرَّ في الحديث الثالث.
(شهر به) يعني للمخالفة مع زيّ الخليفة.

أيّها الصوفيّ المدّعي للتشيّع مع الارتياض الممنوع شرعاً مَن ترك أكل اللحم عمداً ولبس الدكن البالي من الثياب قصداً، اسمع هذا الحديث وتدبّر يرشدك إلى أنّ التصوّف لا يجتمع مع التشيّع قطّ، وقد قال أمير المؤمنين عليه السلام كما سيذكر في كتاب المعيشة - في حديث منع الصادق عليه السلام سفيان الثوري من طريقته، وهو من سلف مشايخ الصوفيّة القدريّة: «إنّما الزهد هو الاجتناب عن الحرام دون الحلال».^۱ وفي الحديث عنهم عليهم السلام: «من لم يأكل اللحم عمداً ثلاثة أيّام فإيمانه ضعيف، فإذا مضى كذلك أربعين يوماً فأذّنوا في اُذنه»،^۲يعني ليخرج عن جسده ويفرّ الشيطان النافذ فيه.

الحديث الرابع‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْخَزَّازِ ،^۳عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، قَالَ : حَضَرْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام وَ قَالَ لَهُ رَجُلٌ : أَصْلَحَكَ اللَّهُ ، ذَكَرْتَ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ - صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ - كَانَ يَلْبَسُ الْخَشِنَ ، يَلْبَسُ الْقَمِيصَ بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ وَ مَا أَشْبَهَ ذلِكَ ، وَ نَرى‏ عَلَيْكَ اللِّبَاسَ الْجَدِيدَ .
فَقَالَ لَهُ : «إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ - صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ كَانَ يَلْبَسُ ذلِكَ فِي زَمَانٍ لَا يُنْكَرُ^۴ عليه السلام ، وَ لَوْ لَبِسَ مِثْلَ ذلِكَ الْيَوْمَ شُهِرَ بِهِ ، فَخَيْرُ لِبَاسِ كُلِّ زَمَانٍ لِبَاسُ أَهْلِهِ، غَيْرَ أَنَّ قَائِمَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ عليهم السلام إِذَا قَامَ ، لَبِسَ ثِيَابَ عَلِيٍّ عليه السلام ، وَ سَارَ بِسِيرَةِ عَلِيٍّ عليه السلام» .