سَمَّى اللَّهُ بِهِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام ، لَمْ يُتَّسَمْ۱ بِهِ أَحَدٌ قَبْلَهُ ، وَ لَا يَتَسَمّى بِهِ بَعْدَهُ إِلَّا كَافِرٌ».
قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، كَيْفَ يُسَلَّمُ عَلَيْهِ ؟ قَالَ : «يَقُولُونَ : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا بَقِيَّةَ اللَّهِ». ثُمَّ قَرَأَ : «بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ» .
هديّة:
الآية في سورة هود۲، وفسّرت ببقيّة خلفاء اللَّه تبارك وتعالى.
الحديث الثالث
۰.روى في الكافي عن الاثنين،۳عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ عليه السلام : لِمَ سُمِّيَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالَ : «لِأَنَّهُ يَمِيرُهُمْ الْعِلْمَ ؛ أَ مَا سَمِعْتَ كِتَابَ اللَّهِ: «وَ نَمِيرُ أَهْلَنا»۴؟» .
وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرى ، قَالَ : «لِأَنَّ مِيرَةَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ عِنْدِهِ يَمِيرُهُمُ الْعِلْمَ» .
هديّة:
(لِمَ سمّي أمير المؤمنين) يعني دون سائر الأئمّة عليهم السلام. وقيل: لعلّ وجه السؤال تحقيق ما سمع نقلاً عنهم عليهم السلام في وجه التسمية.
و«المير» بكسر الميم وسكون الياء: الطعام يمتاره الإنسان لأهله وعياله، أي يجلبه وينقله. والتاء في «الميرة» للتأنيث باعتبار الأطعمة أو الأغذية؛ صرّح به برهان الفضلاء. وقد مار أهله يميرهم ميراً بالفتح، وامتار أهله أيضاً، أي نقل المير لأهله فهو ماير، والجمع: مُيّار، ككاتب وكتّاب، وميّارة أيضاً كسيّارة، يُقال: نحن ننتظر سيّارنا وميّارتنا أيضاً. قال برهان الفضلاء:
وهنا احتمالات: الأوّل: أن يكون أصل الأمير «يمير»، فإنّ الكلمة التي تكون في الأصل