فعلاً قد ينقلب هاؤها همزة، كالأزلي في النسبة إلى لم يزل، والأزنى في النسبة إلى ذي يزن، فالمراد بالأمير الماير كتغلب اسم بإرادة معنى الغالب.
والثاني: أن يكون أصله «مير» فزيدت الهمزة على المصدر المستعمل في معنى اسم الفاعل وكسرت الميم للياء.
والثالث: أن يكون بين الأمير والمير مصدرين الاشتقاق الكبير، وهو الموافقة في أكثر الحروف كالختم والكتم. قال الزمخشري في كشّافه في تفسير قوله تعالى: «خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ»۱: إنّ الختم والكتم أخوان، فالمراعى هو التناسب في المعنى كما سمّيت حياة الروح بغذاء العلم «تامورا» على تفعول بفتح التاء الزائدة، واشتقاقه من الأمر للمبالغة.
الرابع: أن يكون المقصود بيان وجه الاختصاص ببيان أنّه عليه السلام إنّما هو الباعث لحياة الأرواح بغذاء العلم المنقول من مدينة العلم.
وقيل: لعلّ المعنى أنّ أمير المؤمنين عليه السلام لمّا كان مايراً لجميع المؤمنين سمّى اللَّه أمير المؤمنين؛ فإنّ الأمير له الأمر على جميع رعيّته؛ فالاستشهاد بآية سورة يوسف لبيان (يميرهم العلم) لا لمأخذ الاشتقاق.
(وفي رواية اُخرى) كلام ثقة الإسلام، وبهذا أحاديث الباب خمسة.
الحديث الرابع
۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ الْقَزَّازِ ،۲عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : لِمَ سُمِّيَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالَ : «اللَّهُ سَمَّاهُ ، وَ هكَذَا أَنْزَلَ فِي كِتَابِهِ : «وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِى آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ»۳ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولِي ، وَ أَنَّ عَلِيّاً أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ» .