الحديث الرابع والسبعون‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ،^۱عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ نُعَيْمٍ الصَّحَّافِ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام عَنْ قَوْلِهِ تَعَالى‏ :«فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَ مِنْكُمْ مُؤْمِنٌ»^۲فَقَالَ : «عَرَفَ اللَّهُ إِيمَانَهُمْ بِمُوَالَاتِنَا وَ كُفْرَهُمْ بِهَا يَوْمَ أَخَذَ عَلَيْهِمُ الْمِيثَاقَ وَ هُمْ ذَرٌّ فِي صُلْبِ آدَمَ».
وَ سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالى‏ : «أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّما عَلى‏ رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ» فَقَالَ : «أَمَا وَ اللَّهِ مَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، وَ مَا هَلَكَ مَنْ هَلَكَ حَتّى‏ يَقُومَ قَائِمُنَا إِلَّا فِي تَرْكِ وَلَايَتِنَا وَ جُحُودِ حَقِّنَا ، وَ مَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله مِنَ الدُّنْيَا حَتّى‏ أَلْزَمَ رِقَابَ هذِهِ الْأُمَّةِ حَقَّنَا ، وَ اللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلى‏ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ» .

هديّة:

قد سبق حديث السؤال الأوّل ببيانه في الحديث الرابع في هذا الباب.
والآية الثانية في سورة التغابن.^۳
والآية في آخر الحديث اقتباس من سورة البقرة وسورة النور.^۴

الحديث الخامس والسبعون‏

۰.روى في الكافي بإسناده بطريقين، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ ،^۵عَنْ أَخِيهِ مُوسى‏ عليه السلام فِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالى‏ :«وَ بِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَ قَصْرٍ مَشِيدٍ»قَالَ : «الْبِئْرُ الْمُعَطَّلَةُ : الْإِمَامُ الصَّامِتُ ، وَ الْقَصْرُ الْمَشِيدُ : الْإِمَامُ النَّاطِقُ» .

هديّة:

الآية في سورة الحجّ.^۶

«الأثارة» وكذا «الأثرة» بفتحتين: البقيّة.

الحديث الثالث والسبعون‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ ،^۱قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عليه السلام يَقُولُ : «لَمَّا رَأى‏ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله تَيْماً وَ عَدِيّاً وَ بَنِي أُمَيَّةَ يَرْكَبُونَ مِنْبَرَهُ ، أَفْزَعَهُ ،^۲ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالى‏ قُرْآناً يَتَأَسّى‏ بِهِ «وَ إِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلّا إِبْلِيسَ أَبى‏» ثُمَّ أَوْحى‏ إِلَيْهِ : يَا مُحَمَّدُ ، إِنِّي أَمَرْتُ فَلَمْ أُطَعْ، فَلَا تَجْزَعْ أَنْتَ إِذَا أَمَرْتَ فَلَا تُطَاعْ‏^۳ فِي وَصِيِّكَ» .

هديّة:

لفظة (أبى) ثابتة في البقرة وطه،^۴ وأمّا في بني إسرائيل فهكذا: «وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِى أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِى الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَاناً كَبِيراً * وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لآِدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً»^۵.
«تيم» و«عديّ» قبيلتان من قريش؛ الاُولى رهط الأوّل، والثانية رهط الثاني؛ والمراد منهما ومن بني اُميّة الأوّل والثاني والثالث.
(أفزعه): أخافه من الفزع محرّكة بمعنى الخوف. وفي بعض النسخ المعتبرة: «أفظعه» بالعظيم؛ الجوهري: أفظع الرجل على ما لم يسمّ فاعله، أي نزل به أمرٌ عظيم. أفظعه الأمر: اشتدّت عليه فظاعته.^۶(يتأسّى به): يأنس ويتسلّى.
في بعض النسخ - كما ضبط برهان الفضلاء - : «فلم تطع» مكان (فلا تطاع).