الحديث التاسع والسبعون
۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ سَعْدٍ الْإِسْكَافِ ،۱عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ : أَنَّهُ سَأَلَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ۲:«أَنِ اشْكُرْ لِى وَ لِوالِدَيْكَ إِلَىَّ الْمَصِيرُ»فَقَالَ :«الْوَالِدَانِ - اللَّذَانِ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُمَا الشُّكْرَ - هُمَا اللَّذَانِ وَلَدَا الْعِلْمَ ، وَوَرِثَا الْحُكْمَ ، وَ أُمِرَ النَّاسُ بِطَاعَتِهِمَا ، ثُمَّ قَالَ اللَّهُ : «إِلَىَّ الْمَصِيرُ» فَمَصِيرُ الْعِبَادِ إِلَى اللَّهِ تَعَالى ، وَ الدَّلِيلُ عَلى ذلِكَ الْوَالِدَانِ .
ثُمَّ عَطَفَ الْقَوْلَ عَلَى ابْنِ حَنْتَمَةَ وَ صَاحِبِهِ ، فَقَالَ فِي الْخَاصِّ وَ الْعَامِّ : «وَ إِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِى» تَقُولَ فِي الْوَصِيَّةِ ، وَ تَعْدِلَ عَمَّنْ أُمِرْتَ بِطَاعَتِهِ «فَلَا تُطِعْهُمَا» وَ لَا تَسْمَعْ قَوْلَهُمَا .
ثُمَّ عَطَفَ الْقَوْلَ عَلَى الْوَالِدَيْنِ فَقَالَ : «وَ صاحِبْهُما فِى الدُّنْيا مَعْرُوفاً» يَقُولُ : عَرِّفِ النَّاسَ فَضْلَهُمَا ، وَ ادْعُ إِلى سَبِيلِهِمَا ، وَ ذلِكَ قَوْلُهُ : «وَ اتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَىَّ ثُمَّ إِلَىَّ مَرْجِعُكُمْ» فَقَالَ : إِلَى اللَّهِ ثُمَّ إِلَيْنَا ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ لَا تَعْصُوا الْوَالِدَيْنِ ؛ فَإِنَّ رِضَاهُمَا رِضَى اللَّهِ ، وَ سَخَطَهُمَا سَخَطُ اللَّهِ» .
هديّة:
في سورة لقمان هكذا: «وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِى عَامَيْنِ أَنْ اشْكُرْ لِى وَلِوَالِدَيْكَ إِلَىَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِى مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِى الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَىَّ ثُمَّ إِلَىَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ»۳.
فسّر «وَهْناً عَلى وَهْنٍ» بذات وهن على ذات وهن الأوّل على الثاني، وعامين بمدّة زمان طغيان الأوّل.