265
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

قوله: (ولَدَا العلم) من المجرّد، (وورّثا الحكم) أي الحكمة من التوريث. قيل: الوالدان هنا النبيّ والوصيّ؛ للحديث الثامن الآتي في الباب الرابع والعشرين والمائة، وفيه: «ورسول اللَّه وعليّ هما الوالدان».۱
وقال برهان الفضلاء: الوالدان هنا عبارة عن محكمات القرآن والإمام، نبيّاً كان أو وصيّاً، فالكتاب بمنزلة الاُمّ للعلم كاُمّ الكتاب للكتاب. والدليل على ذلك، أي على طريق المصير إلى اللَّه سبحانه.
و(ابن حنتمة) بفتح المهملة وسكون النون وفتح المثنّاة من فوق قبل الميم، هو الثاني، و«حنتمة» اسم اُمّه. القاموس: حنتمة بنت ذي الرمحين، اُمّ عمر بن الخطّاب ، وليست باُخت أبي جهل كما وهموا، بل بنت عمّه.۲ وقد صحّ في بيان نسبته أنّها كانت اُمّه واُخته وعمّته وخالته.
وقال برهان الفضلاء:
والمرفوع في «جاهداك» لباعث الوهنين في محكمات القرآن في زمان الأوّل وزمان الثاني، ثمّ قال: وظاهر الحديث الآتي في باب برّ الوالدين في كتاب الإيمان والكفر دلالة على أنّ «إن» في «وإن جاهداك» وصليّة، لا شرطيّة، وأنّ الفاء في «فلا تطعهما» للتفريع ليست جزائيّة، وتوهّم المفسّرون من المخالفين أنّ «إن» شرطية والفاء جزائية، فغفلوا عن أنّ مفهوم الشرط يوهم جواز الإشراك إن كانت الدعوة على الملائمة دون المجاهدة، قال: «تقول في الوصية» على الخطاب والنصب تفسيراً ل «أن تشرك بي»، يعني أن تتصرّف وتغيّر فيها، و«يقول» في «يقول عرّف الناس» على الغيبة، يعني يقول اللَّه تبارك وتعالى.

الحديث الثمانون‏

0.روى في الكافي بإسناده عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ ،3 قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ

1.أي «باب ما جاء في الإثني عشر و النصّ عليهم عليهم السلام».

2.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۱۰۲ (حنتم).

3.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن سيف ، عن أبيه ، عن عمرو بن حريث».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
264

الحديث التاسع والسبعون‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ سَعْدٍ الْإِسْكَافِ ،۱عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ : أَنَّهُ سَأَلَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ‏۲:«أَنِ اشْكُرْ لِى وَ لِوالِدَيْكَ إِلَىَّ الْمَصِيرُ»فَقَالَ :«الْوَالِدَانِ - اللَّذَانِ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُمَا الشُّكْرَ - هُمَا اللَّذَانِ وَلَدَا الْعِلْمَ ، وَوَرِثَا الْحُكْمَ ، وَ أُمِرَ النَّاسُ بِطَاعَتِهِمَا ، ثُمَّ قَالَ اللَّهُ : «إِلَىَّ الْمَصِيرُ» فَمَصِيرُ الْعِبَادِ إِلَى اللَّهِ تَعَالى‏ ، وَ الدَّلِيلُ عَلى‏ ذلِكَ الْوَالِدَانِ .
ثُمَّ عَطَفَ الْقَوْلَ عَلَى ابْنِ حَنْتَمَةَ وَ صَاحِبِهِ ، فَقَالَ فِي الْخَاصِّ وَ الْعَامِّ : «وَ إِنْ جاهَداكَ عَلى‏ أَنْ تُشْرِكَ بِى» تَقُولَ فِي الْوَصِيَّةِ ، وَ تَعْدِلَ عَمَّنْ أُمِرْتَ بِطَاعَتِهِ «فَلَا تُطِعْهُمَا» وَ لَا تَسْمَعْ قَوْلَهُمَا .
ثُمَّ عَطَفَ الْقَوْلَ عَلَى الْوَالِدَيْنِ فَقَالَ : «وَ صاحِبْهُما فِى الدُّنْيا مَعْرُوفاً» يَقُولُ : عَرِّفِ النَّاسَ فَضْلَهُمَا ، وَ ادْعُ إِلى‏ سَبِيلِهِمَا ، وَ ذلِكَ قَوْلُهُ : «وَ اتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَىَّ ثُمَّ إِلَىَّ مَرْجِعُكُمْ» فَقَالَ : إِلَى اللَّهِ ثُمَّ إِلَيْنَا ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ لَا تَعْصُوا الْوَالِدَيْنِ ؛ فَإِنَّ رِضَاهُمَا رِضَى اللَّهِ ، وَ سَخَطَهُمَا سَخَطُ اللَّهِ» .

هديّة:

في سورة لقمان هكذا: «وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِى عَامَيْنِ أَنْ اشْكُرْ لِى وَلِوَالِدَيْكَ إِلَىَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِى مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِى الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَىَّ ثُمَّ إِلَىَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ»۳.
فسّر «وَهْناً عَلى‏ وَهْنٍ» بذات وهن على ذات وهن الأوّل على الثاني، وعامين بمدّة زمان طغيان الأوّل.

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن بسطام بن مرّة ، عن إسحاق بن حسّان ، عن الهيثم بن واقد ، عن عليّ بن الحسين العبيدي ، عن سعد الإسكاف».

2.في الكافي المطبوع : «عن قوله تعالى».

3.لقمان (۳۱): ۱۴ - ۱۵ .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 121414
صفحه از 612
پرینت  ارسال به