هديّة:
(قول الناس) يعني اختلافهم في مسألة استطاعة العبد بالاستقلال في الأفعال على أقوال شتّى، أو المراد بالناس القدريّة الذين قالوا: إنّ العبد قادر بالاستقلال على المكلّف به، وأنّ الكافر قادر على الإيمان وتعلّق مشيّة اللَّه تعالى بإيمانه ومشيّة الشيطان بكفره، فقد لا يؤثّر مشيّة اللَّه ويؤثّر مشيّة الشيطان، وأمثال قوله تعالى «لا رادّ لمشيّته» و«يَفْعَلُ اللَّهُ ما يَشاءُ»۱ ردٌّ عليهم.
(فقال :) يعني الإمام عليه السلام، (وتلا) حاليّة، فالتقدير: وقد تلا هذه الآية من سورة هود، وهي هكذا: «وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»۲.
(يقول) في المواضع الثلاثة على الغيبة، يعني يقول اللَّه تعالى، واللام في (لطاعة)مكسورة، ويحتمل الفتح. و(الرحمة) على الأوّل بالجرّ نعت الإمام، وعلى الثاني خبرٌ، ويحتمل أن يكون بدلاً عن «رحمته» في (لرحمته)، في سورة الأعراف هكذا: «قَالَ عَذَابِى أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِىَّ الْأُمِّىَّ الَّذِى يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِى التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِى كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِى أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ»۳.
قوله عليه السلام: (يقول: علم الإمام، وسع علمه الذي هو من علمه كلّ شيء هم شيعتنا)، «علمه الذي» بدل عن «علم الإمام»، «هو من علمه» أي من علم اللَّه تعالى، «هم شيعتنا» يعني كلّ شيء عبارة عن ذنوب شيعتنا، وضمير الجمع باعتبار الخبر، أو للإشارة إلى أنّ