275
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

قُلْتُ : قَوْلُهُ : «لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً» ؟ قَالَ : «إِلَّا مَنْ دَانَ اللَّهَ بِوَلَايَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْأَئِمَّةِ عليهم السلام مِنْ بَعْدِهِ ، فَهُوَ الْعَهْدُ عِنْدَ اللَّهِ».
قُلْتُ : قَوْلُهُ : «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا» ؟ قَالَ : «وَلَايَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام هِيَ الْوُدُّ الَّذِي قَالَ اللَّهُ» .
قُلْتُ : «فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَ تُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا»؟ قَالَ : «إِنَّمَا يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلى‏ لِسَانِهِ حِينَ أَقَامَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام عَلَماً ، فَبَشَّرَ بِهِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَ أَنْذَرَ بِهِ الْكَافِرِينَ ، وَ هُمُ الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ لُدّاً أَيْ كُفَّاراً» .
قَالَ : وَ سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالى‏ : «لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ» قَالَ : «لِتُنْذِرَ الْقَوْمَ الَّذِينَ أَنْتَ فِيهِمْ كَمَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ ، فَهُمْ غَافِلُونَ عَنِ اللَّهِ وَ عَنْ رَسُولِهِ وَ عَنْ وَعِيدِهِ «لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى‏ أَكْثَرِهِمْ» مِمَّنْ لَا يُقِرُّونَ بِوَلَايَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ عليهم السلام «فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ» بِوَلَايَةِ۱ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْأَوْصِيَاءِ مِنْ بَعْدِهِ عليهم السلام ، فَلَمَّا لَمْ يُقِرُّوا ، كَانَتْ عُقُوبَتُهُمْ مَا ذَكَرَ اللَّهُ : «إِنَّا جَعَلْنا فِى أَعْناقِهِمْ أَغْلالًا فَهِىَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ» فِي نَارِ جَهَنَّمَ».
ثُمَّ قَالَ : ««وَ جَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ» عُقُوبَةً مِنْهُ لَهُمْ ؛ حَيْثُ أَنْكَرُوا وَلَايَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ؛ هذَا فِي الدُّنْيَا ، وَ فِي الْآخِرَةِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ مُقْمَحُونَ ، ثُمَّ قَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، «وَ سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ» بِاللَّهِ وَ بِوَلَايَةِ عَلِيٍّ وَ مَنْ بَعْدَهُ ، ثُمَّ قَالَ : «إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ» يَعْنِي أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام «وَ خَشِىَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ» يَا مُحَمَّدُ «بِمَغْفِرَةٍ وَ أَجْرٍ كَرِيمٍ»» .

هديّة:

الآيات في هذا الحديث في سورة مريم إلى قوله: «وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُدّاً»۲، ثمّ في سورة يس إلى قوله: «بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ»۳، قيل: «من» في (من قريش)للتبعيض، وقال برهان

1.في الكافي المطبوع : «بإمامة».

2.مريم (۱۹): ۹۷.

3.يس (۳۶): ۱۱.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
274

أَوْفُوا بِعَهْدِى» قَالَ : «بِوَلَايَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام»، «أُوفِ بِعَهْدِكُمْ» : «أُوفِ لَكُمْ بِالْجَنَّةِ» .

هديّة:

الآية في سورة البقرة.۱(بعهدكم) أي في الميثاق أو عامّ.

الحديث التسعون‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ،۲عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فِي قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالى‏ :«وَ إِذا تُتْلى‏ عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَىُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقاماً وَ أَحْسَنُ نَدِيًّا»قَالَ : «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله دَعَا قُرَيْشاً إِلى‏ وَلَايَتِنَا ، فَنَفَرُوا وَ أَنْكَرُوا ، فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قُرَيْشٍ لِلَّذِينَ آمَنُوا - الَّذِينَ أَقَرُّوا لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام وَ لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ - : «أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقاماً وَ أَحْسَنُ نَدِيًّا» ؛ تَعْيِيراً مِنْهُمْ . فَقَالَ اللَّهُ رَدّاً عَلَيْهِمْ : «وَ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ» مِنَ الْأُمَمِ السَّالِفَةِ «هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وَ رِءْياً»» .
قُلْتُ : قَوْلُهُ : «مَنْ كانَ فِى الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا»؟ قَالَ : «كُلُّهُمْ كَانُوا فِي الضَّلَالَةِ لَا يُؤْمِنُونَ بِوَلَايَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام وَ لَا بِوَلَايَتِنَا ، فَكَانُوا ضَالِّينَ مُضِلِّينَ ، فَيَمُدُّ لَهُمْ فِي ضَلَالَتِهِمْ وَ طُغْيَانِهِمْ حَتّى‏ يَمُوتُوا ، فَيُصَيِّرُهُمُ اللَّهُ شَرّاً مَكَاناً وَ أَضْعَفَ جُنْداً».
قُلْتُ : قَوْلُهُ : «حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذابَ وَ إِمَّا السَّاعَةَ * فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً وَ أَضْعَفُ جُنْداً» ؟ قَالَ : «أَمَّا قَوْلُهُ : «حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ» فَهُوَ خُرُوجُ الْقَائِمِ عليه السلام وَ هُوَ السَّاعَةُ ، فَسَيَعْلَمُونَ ذلِكَ الْيَوْمَ وَ مَا نَزَلَ بِهِمْ مِنَ اللَّهِ عَلى‏ يَدَيْ قَائِمِهِ ، فَذلِكَ قَوْلُهُ : «مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً» يَعْنِي عِنْدَ الْقَائِمِ «وَ أَضْعَفُ جُنْداً»».
قُلْتُ : قَوْلُهُ : «وَ يَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً» ؟ قَالَ : «يَزِيدُهُمْ ذلِكَ الْيَوْمَ هُدًى عَلى‏ هُدًى بِاتِّبَاعِهِمُ الْقَائِمَ عليه السلام حَيْثُ لَا يَجْحَدُونَهُ وَ لَا يُنْكِرُونَهُ» .

1.البقرة (۲) : ۴۰.

2.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن يحيى ، عن سلمة بن الخطّاب ، عن الحسن بن عبد الرحمن ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 105438
صفحه از 612
پرینت  ارسال به