283
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

(قلت:«أ فَمَنْ يَمْشى مُكِبّاً عَلى‏ وَجْهِهِ») إلى قوله: (والصراط المستقيم: أمير المؤمنين عليه السلام)والآية في سورة الملك.۱ «أهدى» أفعل التفضيل للمهتدي على اسم الفاعل يقال: «هداه اللَّه فاهتدى. قيل: وقع بيني وبين رجل من المخالفين كلام في ظلم الثاني ونفاقه وخصاله الاُخر من مكارمه الذميمة، فقال الرجل: ولا رطب ولا يابس إلّا في كتاب مبين، فأين في الكتاب ما اشتهر بينكم من قصّة الأفلح مولى الثاني، فقرأت: أفمن يمشي مكبّاً على وجهه إلى آخر الآية.
(حادَ): مالَ.
(قال: قلت: قوله:«إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ») إلى قوله: (أعطاك هذا الفضل) الآيات وبعضها نقل بالمعنى في سورة الحاقّة.۲(كذب على ربّه) على الماضي المعلوم. وفي بعض النسخ المعتبرة - كما ضبط برهان الفضلاء - : «كذّاب على ربّه» على صيغة المبالغة، قال: وكذّاب اسم شاعر في العرب كان مشهوراً بالإفراط في المبالغة في الأشعار، فاستعير هنا للمفرط في المبالغة في فضل وصيّه كالحاتم للجواد.
و«التقوّل»: تكلّف القول. و(الأقاويل): جمع الأقوال جمع القول، فللمبالغة في الكثرة، (لأخذنا منه) أي الرسالة، (باليمين) أي بقوّتنا وقدرتنا، و(الوتين): العرق التي علّق عليها القلب إذا قطعت مات صاحبه.
(للعالمين) عطفُ بيانٍ للمتّقين، فعلى فتح اللام إشارةٌ إلى أنّ غير أهل التبرّي بالنظر إلى أهل التبرّي فيما سوى اللَّه كأنّه معدوم، وعلى كسر اللام - كما ضبط برهان الفضلاء - وجهه ظاهر.
(وأنّ عليّاً) بيانٌ لمرجع الضمير في «وَ إنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرينَ».۳

1.الملك (۶۷) : ۲۲.

2.الحاقة (۶۹): ۴۰ .

3.الحاقة (۶۹) : ۵۰.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
282

الآية في سورة الفتح،۱ فسّر دين الحقّ بالإضافة بدين اللَّه، قيل: قلت: هذا تنزيل يعني تنزيل من اللَّه في الإمام في هذا الدِّين وتأويل من اللَّه في الحجج في الأديان السالفة أو بالعكس.
(أمّا هذا الحرف) أي الذي قلته، والتذكير باعتبار القول، (فتنزيل) يعني في الحجّة في هذا الدِّين ذو تأويل للحجج السالفة.
(وامّا غيره فتأويل) يعني تنزيل في السلف ذو تأويل في الآخرين.
وقال برهان الفضلاء:
«التنزيل» بيان المعنى المستعمل فيه اللفظ و«الحرف» بيان معنى اللفظ، و«التأويل» بيان إشارة تكون مقصودة للمتكلّم وخارجة عن المستعمل فيه اللفظ غير منافية له، فقوله: «أمّا هذا الحرف» يعني هذا البيان الذي هو بيان المعنى المستعمل فيه اللفظ، و«أمّا غيره» فبيان المعنى الخارج من المستعمل فيه اللفظ غير مناف له.
(قلت: ذلك بأنّهم آمنوا ثمّ كفروا) إلى قوله: (يقول الظالمين لوصيّك) الآيات في سورة المنافقين.۲(أيمانهم) بفتح الهمزة أي اتّخذوا ما يحلفون به جُنّة من النار، أو من العذاب في الدنيا عن المؤمنين، أو من فضيحة شهرتهم بين الناس بالنفاق.
قال الشيخ الطبرسي رحمة اللَّه عليه في مجمع البيان: وفي الشواذّ قراءة الحسن «إيمانهم» بكسر الهمزة.۳
والمعنى في القراءتين واحد، يعني الحسن البصري من الصوفيّة القدريّة.
والباء في (بنبوّتك) للتقوية، في بعض النسخ - كما ضبط برهان الفضلاء - : «لا يعقلون بنبوّتك» مكان (لا يقولون بنبوّتك) يعني على النسختين، لعدم صحّة الإقرار بالنبوّة بدون الإقرار بالإمامة. و«الفسق» لغةً الظلم.

1.الفتح (۴۸) : ۴۸ ؛ وكذلك الآية مذكورة في التوبة (۹) : ۳۳ ؛ والصفّ (۶۱) : ۹.

2.المنافقون (۶۳) : ۳.

3.مجمع البيان ، ج ۱۰ ، ص ۴۳۸.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 105297
صفحه از 612
پرینت  ارسال به