وقال برهان الفضلاء سلّمه اللَّه:
«الظلّ» هنا وفي نظائره اُستعير لاُنموذج شيء ليس بشيء، بمعنى لا يعتدّ به؛ لأنّه مجرّدُ نموذجٍ ليس بعد بمنشأ للآثار ومبدأ لأحكام الثواب والعقاب. قال: ونظيره تسميتهم الوجود الذهني بالوجود الظلّي.
(بعث اللَّه فيهم النبيّين يدعوهم) أي يدعوهم اللَّه بواسطة النبيّين عليهم السلام. وقرأ برهان الفضلاء: «البيّنين» على تثنية البيّن كسيّد، قال: يعني أظهر لهم طريقي الخير والشرّ؛ قال اللَّه تعالى في سورة البلد: «وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ»۱، قال: وفاعل «يدعوهم» البعث المفهوم من بعث اللَّه.
وآية: «وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ» في سورة الزخرف،۲ والأخيرة في سورة الأعراف.۳
وسيذكر هذا الحديث بتفاوت قليل في الباب الثالث في كتاب الإيمان والكفر إن شاء اللَّه تعالى.۴
الحديث الثالث
۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ،۵عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ :«وَلَايَتُنَا وَلَايَةُ اللَّهِ الَّتِي لَمْ يُبْعَثْ نَبِيٌ۶ قَطُّ إِلَّا بِهَا» .
هديّة:
يعني اتّصافنا بأنّنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم اتّصافه تعالى بذلك.
(لم يبعث) للمبتدأ أو للخبر، والكلّ مستقيم. ولعلّ المراد الأوّل لمثل التالي.
1.البلد (۹۰): ۱۰.
2.الزخرف (۴۳): ۸۷ .
3.الأعراف (۷) : ۱۰۱.
4.الكافي ، ج ۲ ، ص ۱۰ ، باب آخر منه، ح ۳ ؛ وفي الطبعة الجديدة ، ج ۳ ، ص ۲۸ ، ح ۱۴۶۱.
5.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن يحيى ، عن سلمة بن الخطّاب ، عن عليّ بن سيف ، عن العبّاس بن عامر ، عن أحمد بن رزق الغمشانيّ ، عن محمّد بن عبد الرحمن».
6.في الكافي المطبوع : «نبيّا».