289
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

وقال برهان الفضلاء سلّمه اللَّه:
«الظلّ» هنا وفي نظائره اُستعير لاُنموذج شي‏ء ليس بشي‏ء، بمعنى لا يعتدّ به؛ لأنّه مجرّدُ نموذجٍ ليس بعد بمنشأ للآثار ومبدأ لأحكام الثواب والعقاب. قال: ونظيره تسميتهم الوجود الذهني بالوجود الظلّي.
(بعث اللَّه فيهم النبيّين يدعوهم) أي يدعوهم اللَّه بواسطة النبيّين عليهم السلام. وقرأ برهان الفضلاء: «البيّنين» على تثنية البيّن كسيّد، قال: يعني أظهر لهم طريقي الخير والشرّ؛ قال اللَّه تعالى في سورة البلد: «وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ»۱، قال: وفاعل «يدعوهم» البعث المفهوم من بعث اللَّه.
وآية: «وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ» في سورة الزخرف،۲ والأخيرة في سورة الأعراف.۳
وسيذكر هذا الحديث بتفاوت قليل في الباب الثالث في كتاب الإيمان والكفر إن شاء اللَّه تعالى.۴

الحديث الثالث‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ،۵عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ :«وَلَايَتُنَا وَلَايَةُ اللَّهِ الَّتِي لَمْ يُبْعَثْ نَبِيٌ‏۶ قَطُّ إِلَّا بِهَا» .

هديّة:

يعني اتّصافنا بأنّنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم اتّصافه تعالى بذلك.
(لم يبعث) للمبتدأ أو للخبر، والكلّ مستقيم. ولعلّ المراد الأوّل لمثل التالي.

1.البلد (۹۰): ۱۰.

2.الزخرف (۴۳): ۸۷ .

3.الأعراف (۷) : ۱۰۱.

4.الكافي ، ج ۲ ، ص ۱۰ ، باب آخر منه، ح ۳ ؛ وفي الطبعة الجديدة ، ج ۳ ، ص ۲۸ ، ح ۱۴۶۱.

5.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن يحيى ، عن سلمة بن الخطّاب ، عن عليّ بن سيف ، عن العبّاس بن عامر ، عن أحمد بن رزق الغمشانيّ ، عن محمّد بن عبد الرحمن».

6.في الكافي المطبوع : «نبيّا».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
288

جَعْفَرٍ عليه السلام ؛ وَ عَنْ عُقْبَةَ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ : «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ ، فَخَلَقَ مَا أَحَبَّ مِمَّا أَحَبَّ ، وَ كَانَ مَا أَحَبَّ أَنْ خَلَقَهُ مِنْ طِينَةِ الْجَنَّةِ ، وَ خَلَقَ مَنْ‏1 أَبْغَضَ مِمَّا أَبْغَضَ ، وَ كَانَ مَا أَبْغَضَ أَنْ خَلَقَهُ مِنْ طِينَةِ النَّارِ ، ثُمَّ بَعَثَهُمْ فِي الظِّلَالِ».
فَقُلْتُ : وَ أَيُّ شَيْ‏ءٍ الظِّلَالُ ؟
قَالَ : «أَ لَمْ تَرَ إِلى‏ ظِلِّكَ فِي الشَّمْسِ شَيْ‏ءٌ ، وَ لَيْسَ بِشَيْ‏ءٍ ، ثُمَّ بَعَثَ اللَّهُ فِيهِمُ النَّبِيِّينَ يَدْعُوهُمْ‏2 إِلَى الْإِقْرَارِ بِاللَّهِ ، وَ هُوَ قَوْلُهُ : «وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ» ثُمَّ دَعَاهُمْ إِلَى الْإِقْرَارِ بِالنَّبِيِّينَ ، فَأَقَرَّ بَعْضُهُمْ ، وَ أَنْكَرَ بَعْضٌ‏3 ، ثُمَّ دَعَاهُمْ إِلى‏ وَلَايَتِنَا ، فَأَقَرَّ بِهَا4 مَنْ أَحَبَّ ، وَ أَنْكَرَهَا مَنْ أَبْغَضَ ، وَ هُوَ قَوْلُهُ : «فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوابِما كَذَّبُوا5 مِنْ قَبْلُ»» . ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : «كَانَ التَّكْذِيبُ ثَمَّ» .

هديّة:

بيان العنوان: يعني فيه لطائف الآثار والعلامات وجوامع للأنبياء والملائكة والمؤمنين من روايات أهل البيت في ولايتهم عليهم السلام.
قيل: «الظلّ» هنا وفي نظائره عبارة عن عالم المجرّدات، والعلاقة التجرّد عن كثافة المادّة، وهو مع ابتنائه على اُصول الفلاسفة ليس بشي‏ء.

1.في الكافي المطبوع : «ما».

2.في الكافي المطبوع : «يدعونهم».

3.في الكافي المطبوع : «بعضهم».

4.في الكافي المطبوع : + «و اللَّه».

5.في الكافي المطبوع : + «به» وعليه تكون مطابقاً لسورة يونس (۱۰) : ۷۴ ، وأمّا بدون «به» كما في «الف» و «د» تكون مطابقاً لسورة الأعراف (۷) : ۱۰۱.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 105208
صفحه از 612
پرینت  ارسال به