295
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

أَ مَا تَسْمَعُ اللَّهَ يَقُولُ : «إِنَّ فِى ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ» وَ هُمُ الْأَئِمَّةُ «وَ إِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ» لَا يَخْرُجُ مِنَّا۱ أَبَداً».
ثُمَّ قَالَ لِي : «نَعَمْ ، إِنَّ الْإِمَامَ إِذَا أَبْصَرَ إِلَى الرَّجُلِ ، عَرَفَهُ وَ عَرَفَ لَوْنَهُ ، وَ إِنْ سَمِعَ كَلَامَهُ مِنْ خَلْفِ حَائِطٍ ، عَرَفَهُ وَ عَرَفَ مَا هُوَ ؛ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ : «وَ مِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَ أَلْوانِكُمْ إِنَّ فِى ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ» وَ هُمُ الْعُلَمَاءُ ، فَلَيْسَ يَسْمَعُ شَيْئاً مِنَ امْرِى‏ءٍ۲يَنْطِقُ بِهِ إِلَّا عَرَفَهُ نَاجٍ أَوْ هَالِكٌ ، فَلِذلِكَ يُجِيبُهُمْ بِالَّذِي يُجِيبُهُمْ» .

هديّة:

(فوّض اللَّه إليه) في الجواب عن المسائل بالتنزيل والتأويل والتقيّة والسكوت وغير ذلك من الأنحاء.
(وذلك أنّ رجلاً) معترضةٌ بين سابقها.
وقوله: (ثمّ قال: هذا عطاؤنا) يعني وكان الباعث لسؤالي عنه عليه السلام مشاهدتي رجلاً كذا وكذا، «ثمّ قال :» يعني تلا هذه الآية من سورة ص بمضمونها، فقرأ مكان «أوْ أمْسِكْ»(أو اعط).
(وهكذا هي في قراءة عليّ عليه السلام) يعني بهذا المعنى قرأها عليّ عليه السلام.
قال برهان الفضلاء: يعني وهكذا فسّرت هذه الآية عند قراءة عليّ عليه السلام إيّاها على‏ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله ليكتب بخطّه في الجامعة.
قيل: في وجه تفسير الإمساك بالإعطاء إنّه إشارة إلى أنّه ليس المراد مطلق الإمساك، بل عن بعضٍ والإعطاء لبعض. وقيل: للإشارة إلى أنّ الإعطاء للمؤمن نعمة له، ولغيره ليس كذلك؛ فإمساك بغير حساب.
(أما تسمع اللَّه يقول) في سورة الحجر.۳ و«التوسّم»: التفرّس.

1.في الكافي المطبوع : «منها».

2.في الكافي المطبوع : «من الأمر».

3.الحجر (۱۵) : ۷۵.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
294

(إنّ رجلاً) يعني من المنافقين.
(وأتولّاك) يعني وأقرّ بولايتك إنّك إمامٌ مفترض الطاعة.
(وفي رواية اُخرى) كلامُ ثقةِ الإسلام.
قوله عليه السلام: (في النار) توبيخٌ على التمليح، يعني كان في أهل النار الذين لم يقرّوا بولايتنا في الميثاق.

الحديث الثاني‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ ،۱عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ :«إِنَّا لَنَعْرِفُ الرَّجُلَ - إِذَا رَأَيْنَاهُ - بِحَقِيقَةِ الْإِيمَانِ وَ حَقِيقَةِ النِّفَاقِ» .

هديّة:

يعني بالإيمان الأزلي وخير العاقبة، والنفاق الأزلي وسرّ العاقبة.

الحديث الثالث‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ ،۲عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ الْإِمَامِ : فَوَّضَ اللَّهُ إِلَيْهِ كَمَا فَوَّضَ إِلى‏ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عليهما السلام ؟ فَقَالَ : «نَعَمْ». وَ ذلِكَ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ ، فَأَجَابَهُ فِيهَا ، وَ سَأَلَهُ آخَرُ عَنْ تِلْكَ الْمَسْأَلَةِ ، فَأَجَابَهُ بِغَيْرِ جَوَابِ الْأَوَّلِ ، ثُمَّ سَأَلَهُ آخَرُ ، فَأَجَابَهُ بِغَيْرِ جَوَابِ الْأَوَّلَيْنِ ، ثُمَّ قَالَ : ««هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ (أَعْطِ)۳بِغَيْرِ حِسابٍ»وَ هكَذَا هِيَ فِي قِرَاءَةِ عَلِيٍّ عليه السلام».
قَالَ : قُلْتُ : أَصْلَحَكَ اللَّهُ ، فَحِينَ أَجَابَهُمْ بِهذَا الْجَوَابِ يَعْرِفُهُمُ الْإِمَامُ ؟ قَالَ : «سُبْحَانَ اللَّهِ!

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد ، عن عمرو بن ميمون ، عن عمّار بن مروان».

2.السند في الكافي المطبوع هكذا : «أحمد بن إدريس و محمّد بن يحيى ، عن الحسن بن عليّ الكوفيّ، عن عبيس بن هشام ، عن عبد اللَّه بن سليمان».

3.كذا في «د» و حاشية «الف» ، وفي «الف» والقرآن : «أمسك».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 105055
صفحه از 612
پرینت  ارسال به