الفرّاء في قوله تعالى: «فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ»۱ أراد فاصدع بالأمر، أي أظهر دينك.۲
وروى سعد بن عبداللَّه في مختصر البصائر بإسناده عن الجوهري، عن عليّ، عن أبي بصير، عن أبي عبداللَّه عليه السلام، قال: «سمّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله يوم خيبر فتكلّم اللحم، فقال: يارسول اللَّه إنّي مسموم، فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وآله عند موته: اليوم قطعت مطاي الأكلة التي أكلتها بخيبر، وما من نبيّ ولا وصيّ إلّا مات شهيداً».۳
قيل في دفع الإشكال في هذا الحديث: لعلّه صلى اللَّه عليه وآله قد اُوحي إليه بعد تكلّم اللحم أنّك ميّت وأنّهم ميّتون، ولابدّ لك من الموت والشهادة فكُلْه، وهو لا يضرّك اليوم وكنت الذي اختار الشهادة عند تخييرك بين البقاء والذهاب شهيداً. «قطعه»: كمنع، وشدّد للكثرة، و«المطا» بالفتح والقصر: الظهر، والظاهر أنّ «وما من نبيّ ولا وصيّ» كلام أبي عبداللَّه عليه السلام .
الحديث الثاني
۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ أَخِي حَمَّادٍ الْكَاتِبِ ،۴عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله سَيِّدَ وُلْدِ آدَمَ؟ فَقَالَ :«كَانَ وَ اللَّهِ سَيِّدَ مَنْ خَلَقَ اللَّهُ ؛ وَ مَا بَرَأَ اللَّهُ بَرِيَّةً خَيْرٌ۵مِنْ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله» .
هديّة:
لا يخفى مناسبة أحاديث هذا الباب ولو بالتفاوت لما ذكر ثقة الإسلام في العنوان كما نقلناه.
1.الحجر (۱۵): ۹۴.
2.حكى عنه في الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۲۴۲ (صدع).
3.مختصر بصائر الدرجات ، ص ۱۵.
4.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال ، عن عبد اللَّه بن محمّد بن ابن أخي حمّاد الكاتب».
5.في الكافي المطبوع : «خيراً».